عنوان الكتاب مثير ولافت للانتباه، وما أن تقرأ الكتاب الذي يحتوي ستين نصّا وتقديمين حتى تعود الى العنوان لتتساءل عن سبب اختيار الكاتبة له، فهل في المحتوى ما يشكل خطرا يستدعي عملية التهريب؟ ، وإذا ما كانت أوراق الكاتبة خطيرة الى هذه الدرجة، فإن نشرها قد فضح أمر تهريبها؟ ونحن هنا ندخل في جدال قد لا نخرج منه، لكن من يقرأ النصوص قراء...
قراءة الكل
عنوان الكتاب مثير ولافت للانتباه، وما أن تقرأ الكتاب الذي يحتوي ستين نصّا وتقديمين حتى تعود الى العنوان لتتساءل عن سبب اختيار الكاتبة له، فهل في المحتوى ما يشكل خطرا يستدعي عملية التهريب؟ ، وإذا ما كانت أوراق الكاتبة خطيرة الى هذه الدرجة، فإن نشرها قد فضح أمر تهريبها؟ ونحن هنا ندخل في جدال قد لا نخرج منه، لكن من يقرأ النصوص قراءة فاحصة، سيجد أن للفلسطيني المرابط على تراب وطنه خصوصية فريدة، لا تنطبق على بقية شعوب الأرض، وسبب ذلك هي خصوصية القضية الفلسطينية، وما نتج عنها من تشريد للشعب الفلسطيني، بحيث أعطت تميزا فريدا للتواجد الفلسطيني في أماكن تواجده المختلفة، غير أن فلسطينيي الداخل، أو ما يطلق عليهم فلسطينيو 1948، وهم من تشبثوا ببيوتهم وأرضهم على أرض وطنهم في الجزء الذي قامت عليه دولة اسرائيل، خصوصية لها ما لها وعليها ما عليها، فمنهم من تمّ تشريده وسلب أرضه، فأصبح لاجئا في وطنه الذي لم يغادره، وهم يتعرضون لعملية استلاب قومي واضطهاد طبقي وصراع ثقافي لا يعانيه أبناء شعبهم الآخرون...لذا فإن النشر عن معاناتهم وطموحاتهم هو رسالة مهربة تخطت الحواجز والحدود لتصل الى من يُفترض أن يقرأوها وأن يعوا ما فيها.ومن هنا جاءت أوراق مرمر القاسم "المهرّبة" وواضح من خلال هذه الأوراق أن كاتبتنا تمتلك لغة أدبية شاعرية آسِرَة، لغة مليئة بفنون البلاغة من استعارة وكنية وتشبيهات، وتقديم وتأخير ومقابلة وطباق...الخ ومخزونها اللغوي هذا قادها الى التلاعب بجماليات اللغة، لتعجن فكرتها بطريقة ساحرة، وتقدمها للمتلقي وجبة شهية ما عليه إلّا التفكير بها، والتمتع بغوايتها.- جميل السلحوت