تأتي أهمية هذا الكتاب وأمثاله من أهمية موضوعه، إذ يترسخ على أسس ثابتة، في الأذهان والدراسات يوماً بعد يوم، بأن أول حضارة عالمية عرفها الإنسان هي حضارة وادي الرافدين، وإنها كانت حضارة راقية متقدمة، ومتكاملة الجوانب والأبعاد، قلما ضاهتها حضارة من الحضارات القديمة الأخرى، بل هي المعين الأول لجميع الحضارات اللاحقة في شتى مجالات الفك...
قراءة الكل
تأتي أهمية هذا الكتاب وأمثاله من أهمية موضوعه، إذ يترسخ على أسس ثابتة، في الأذهان والدراسات يوماً بعد يوم، بأن أول حضارة عالمية عرفها الإنسان هي حضارة وادي الرافدين، وإنها كانت حضارة راقية متقدمة، ومتكاملة الجوانب والأبعاد، قلما ضاهتها حضارة من الحضارات القديمة الأخرى، بل هي المعين الأول لجميع الحضارات اللاحقة في شتى مجالات الفكر والأدب والعلوم والفنون.ومؤلفة هذا الكتاب هي من أمناء المتاحف الفرنسية الوطنية، عملت في حقل الآثار ردحاً طويلاً من الزمن، ووضعت أكثر من دراسة وبحث عن الخط المسماري والرياضيات وبابل، وقد نقل بحثها الأخير إلى العربية قبل سنوات. أما أهم بحوثها فهو هذا الكتاب الذي يأتي تحت عنوان (علوم البابليين) أو (علوم الكلدان).وما سعى إليه الكتاب هو الكشف عن جانب مفيد من جوانب حضارة وادي الرافدين انطلاقاً من هنا فهو يتحدث عن فكر البابليين القدامى من الأسلاف فكرهم... لغتهم، كتاباتهم التصويرية، نشأتهم، معتقداتهم، أساليبهم في الحياة من معالجة طبية، إلى سحر، العلاجات والصيدلية... نشوء العلوم لديهم، التقويم البابلي علم الفلك، الراضيات (رمزية الأرقام، النظام الستيني، المقاييس، القوائم المعكوسة، الهندسة).