أزمة في سورية؛ إنفجار الداخل وعودة الصراع الدولي 2011-2013

يبدو قدر دول المشرق أن تتفجّر وتهوي كورق الخريف، من حرب الأردن (1969 - 1971) وحرب لبنان (1975 - 1990) إلى حرب العراق (2003 - 2012). ومنذ صيف 2011 تعيش سورية إنفجاراً مماثلاً يدمي القلوب، ناهز عدد ضحاياه خلال 21 شهراً من الحرب 60 ألف قتيل ومائة ألف جريح، وفاق عدد المهجرين داخل سورية وفي الدول المجاورة المليون وخمسمائة ألف شخص يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. وأصبحت أحياء مدن سورية الكبرى - جواهر الشرق - قاعاً صفصفاً تنعق فوقها الغربان وتملأ شوارعها الجثث. بعد هذه المعاناة، لا بد أن تتحقق أماني الشعب السوري نحو دولة عصرية مدنية تحترم حقوق الإنسان والتعددية الدينية والإثنية وتبشّر بـ " ديمقراطية" واعدة، وتزيل الدولة السلطوية التي حكمت البلاد - مع استثناءات قليلة - منذ 1949، دولة حديثة تمنع الطغيان الديني والتطرف وتقاوم الهيمنة الأجنبية لأن الشعب السوري يستحق كل هذا وأكثر. طغى الحدث السوري على ما عداه، خبراً بات يومياً هدّد السلم العالمي، واستنفر المشاعر وأثار الجدل وملأت أحاديثه صفحات التواصل الاجتماعي ومانشيتات الصحف. ولذلك يقدم كمال ديب الكاتب الكندي اللبناني الأصل، هذا الكتاب - ازمة في سورية: إنفجار الداخل وعودة الصراع الدولي - عملاً أكاديمياً هادئاً يثير النقاش ويدعو الى التفكر. وهو يلحق بعمله الموسوعي غير المسبوق، الصادر أيضاً عن دار النهار: تاريخ سورية المعاصر.وبناءً على ما تقدم، سعى المؤلف الى فهم البيئة المحيطة بالحدث السوري وذلك للتعاطي معه واتخاذ الموقف الشخصي المناسب. وهي بيئة معقدة تتشعب الى سبعة أبواب، يؤدي فهمها الى موقف صحي واستنباط حل منطقي. وضمن هذه الأطروحة، ومقارنة بأبواب دمشق السبعة، يطرق الكتاب سبعة أبواب لأزمة سورية: الباب الأول: أزمة سورية هي حرب إعلامية. الباب الثاني: أزمة سورية جزء من "الربيع العربي". الباب الثالث: أزمة سورية هي صراع قديم بين البعث والأخوان. الباب الرابع: أزمة سورية هي انفجار اجتماعي واقتصادي. الباب الخامس: أزمة سورية هي قضاء على الأقليات الدينية والعرقية. الباب السادس: أزمة سورية هي فشل ربيع دمشق. الباب السابع: أزمة سورية هي جزء من الصراع السوري - الإسرائيلي.