هل يمكن للإعمار أن يتكلم ... أو يسبح؟!يفتح القرآن المجال شاسعاً لاكتشاف هذا النبض العميم تسبيحاً. تسبيح في بناء الآيات ترتيلاً، وفيه المئات من أزواج الكلمات؛ تتقابل، تتحاور، تبني المعاني بحركة موجبة كحركة القلب والضوء والقطرات: يبسط - يقدر، الغدو - الآصال، رجع - صدع، ... تسبيح في شفاه الطبيعة: نمواً - ذبولاً، ليلاً - نهاراً، ظلا...
قراءة الكل
هل يمكن للإعمار أن يتكلم ... أو يسبح؟!يفتح القرآن المجال شاسعاً لاكتشاف هذا النبض العميم تسبيحاً. تسبيح في بناء الآيات ترتيلاً، وفيه المئات من أزواج الكلمات؛ تتقابل، تتحاور، تبني المعاني بحركة موجبة كحركة القلب والضوء والقطرات: يبسط - يقدر، الغدو - الآصال، رجع - صدع، ... تسبيح في شفاه الطبيعة: نمواً - ذبولاً، ليلاً - نهاراً، ظلاً - نوراً، ... وتسبيح قوى المادة الحية تنشدّ، تنضغط للبقاء المتين الزاهي. والعمارة تستطيع أن تحمل الكثير من هذه الإيقاعات فتشدو: بالظل والنور، بتواتر حركة الريح والدفء والأخضر، بحضور التقابلات الإيقاعية في الألوان والمواد والملامس، بحركات الشد والضغط وهي تكوّن أوتار البنيان القويم. فتتحول العمارة لينابيع، لموسيقى، لمرايا وبلّورات من الجمال تعكس في شفاهها تراتيل حركة الوجود والكلمات خشوعاً.