تعرف زوجي الأول، صديقك الشاعر المخلص الذي توسط بيننا ذات مرة وحاول إصلاح ما بيننا، وبعد رحيلك تقدم هو وحل محلك بعد أن أوقفني أمام ظله يسرد وقائع مأساته مع زوجته الأولى، التي لا تقدر موهبته وشطحاته، كان همها الوحيد محاصرته بمزيد من الأطفال والديون، تقص ريشه حتى لا يطير كما يقول، لا تلمني لأنني قبلت به زوجاً بعد أن هجرتني لقصائدك ...
قراءة الكل
تعرف زوجي الأول، صديقك الشاعر المخلص الذي توسط بيننا ذات مرة وحاول إصلاح ما بيننا، وبعد رحيلك تقدم هو وحل محلك بعد أن أوقفني أمام ظله يسرد وقائع مأساته مع زوجته الأولى، التي لا تقدر موهبته وشطحاته، كان همها الوحيد محاصرته بمزيد من الأطفال والديون، تقص ريشه حتى لا يطير كما يقول، لا تلمني لأنني قبلت به زوجاً بعد أن هجرتني لقصائدك وعالمك، ولا تقس علي، فيكفيني جبل القسوة الذي أراه يكبر أمامي كل يوم، ماذا تنتظر من إمرأة ضعيفة هجرها حبيبها لأنه لم يتحمل أن يكون زوجاً.كنت مثلهم تريدني ملهمتك التي تعطي بلا حساب، تعطي فقط دون أن تضمن لنفسها مكاناً ولو بسيطاً في قلبك أو التعلق بأهداب اسمك، كنت ترفض ذلك القيد، عندما ألححت عليك أن تقابل أبي ونتزوج اتهمتني بالسطحية وبأنني لا أستحق أن أكون كاتبة، طلبت مني أن أخلص للكتابة فقط، ويكفينا أن نتوحد عشقاً، قلت لي إنك لا ترغب في رؤيتي بملابس البيت وروائح المطبخ تفوح مني أو أن يكبر بطني أمامي وتنتفخ قدماي ويتهدل صدري، تريدني أن أور في فلك غوايتك، نسهر الليالي نتحدث عن الشعر والحب والعشق والألم والوجع والفراق، لم تفكر يوماً أنني امرأة مثل كل النساء تشتاق أن ترى بعضاً من حبيبها في وليدها، يجري حولها ويشعرها أنها إمرأة حقيقية.