إن في كل مذهب فلسفي أو كلامي أفكاراً رئيسية يمكن اعتبارها الروح الموجهة التي يصدر عنها المذهب؛ فإذا تيسر إدراك تلك الأفكار بشكل صحيح، أمكن إدراك المذهب كلِّه.والسببية واحدة من تلك الأفكار المنهجية، بل لعلها من أهمّ تلك الأفكار، إذ لها الدور الأكبر في تشكيل النسق المعرفي للاتجاه أو المذهب.غير أن تلك الأفكار لا تتّسم بالثبات والاس...
قراءة الكل
إن في كل مذهب فلسفي أو كلامي أفكاراً رئيسية يمكن اعتبارها الروح الموجهة التي يصدر عنها المذهب؛ فإذا تيسر إدراك تلك الأفكار بشكل صحيح، أمكن إدراك المذهب كلِّه.والسببية واحدة من تلك الأفكار المنهجية، بل لعلها من أهمّ تلك الأفكار، إذ لها الدور الأكبر في تشكيل النسق المعرفي للاتجاه أو المذهب.غير أن تلك الأفكار لا تتّسم بالثبات والاستقرار الدائم مع الامتداد التاريخي للمذهب نفسه، وذلك أنها لا تنتمي إلى حقل المعارف الضرورية التي تمس بنية العقل ذاته، فالاتجاهات الفكرية بما تثيره من قضايا، وبما تحاول الإجابة عليه من تساؤلات لا تقع خارج الزمان والمكان، لذا فلا بد من أن تتأثر بما يدور من حولها من أحداث تؤثر على بنية المنهج ذاته، فيتجه المفكرون إليه بالتعميق والتطوير والإضافة.وقد جاء هذا البحث ليبرز موقف الفكر الإسلامي من قضية العلاقة بين الأسباب والمسبَّبات، وما بذله من جهود في تعميق فكرة وإضافة أخرى واستبعاد ثالثة، وفق ما تقتضيه ثوابت الإسلام، ومتغيرات الفكر.ينصح به: المختصون في دراسة الفلسفة والفكر الإسلامي.