الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فيرجع تاريخ التربية المهنية والتعليم المهني إلى ما يزيد على أربعة آلاف عام ، حتى انتشرت المدارس التي تؤهل منتسبيها نظرياً وعملياً وتدربهم على المهن في مواقع العمل، والتعليم المهني من البرامج التربوية المنظمة ، ذات ارتباط مباشر بإعداد الأفراد لعمل...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فيرجع تاريخ التربية المهنية والتعليم المهني إلى ما يزيد على أربعة آلاف عام ، حتى انتشرت المدارس التي تؤهل منتسبيها نظرياً وعملياً وتدربهم على المهن في مواقع العمل، والتعليم المهني من البرامج التربوية المنظمة ، ذات ارتباط مباشر بإعداد الأفراد لعمل مأجور ، أو غير مأجور أو لمزيد من الإعداد لمهنة تتطلب درجة البكالوريوس أو ما يزيد ، وتعود جذور التعليم المهني النظامي في دول الوطن العربي إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، حيث كان هناك عدد محدود من المدارس المهنية المنتشرة في الوطن العربي ، كان أولها في مصر عام 1880م .ويعد مفهوم التربية المهنية من المفاهيم الحديثة في التعليم النظامي على المستويين المحلي والعالمي ، والتربية المهنية هي نتاج الجهد الكلي للتعليم العام والمجتمع وهي تهدف إلى مساعدة الأفراد لفهم قيم العمل وتوظيفها في حياتهم الشخصية بطريقة يصبح معها العمل ممكناً ومفيداً وذا معنى .ويعتبر مبحث التربية المهنية من المباحث الرئيسة التي تشكل قاعدة أساسية مهمة لاكتشاف ميول الطلبة المهنية وقدراتهم وتنميها في مرحلة التعليم الأساسي بما يؤهلهم ليكونوا قادرين على اختيار المهنة المستقبلية بالشكل الذي يتطابق وأهداف التربية المهنية المنبثقة أصلاً من الأهداف العامة للتربية والتعليم، وعليه يكون لمبحث التربية المهنية الدور الهام والفعال في إيجاد جيل يحترم العمل المهني واحترام العاملين وتقديرهم وبالتالي تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطالب تجاه البيئة المحلية والمجتمع.وفي هذا الكتاب ((التربية المهنية)) إطلالة على أبرز مفاهيم وقواعد التربية المهنية والتدريب المهني، وذلك عبر نظرة تحليلية للتربية المهنية ضمن مختلف المراحل الدراسية والسياسات التي تخضع لها وطرائق التدريس فيها، وقد جاء هذا الكتاب في ستة فصول احتوت على خلاصة لأبرز الموضوعات ذات الصلة بهذا المجال، راجياً أن يكون ذلك محققاً لأهداف الكتاب، وموجهاً لذوي الاختصاص والاهتمام ، ورافداً للمكتبة التربوية بالمفيد والجديد، والله أسأل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا، والحمد لله رب العالمين..د. محمود الجراح