كتاب يصدر عن دار نينوى بالتعاون مع ملحق أقاصي في مسقط المجموعة كشفت عن إمكاناتٍ واضحةٍ في التعامل مع أدوات القصّ ضمن رؤيةٍ ناضجةٍ، هادئةٍ، لا تغامر كثيراً، ولا تصادم الذوق الفنّيّ العامّ لمجرّد المصادمة. أضف إلى ذلك القدرة على توظيف اللغة، واستثمار طاقاتها على نحوٍ شديد الاقتصاد، سواءٌ أكان ذلك على مستوى السرد أم الوصف أم الحوار...
قراءة الكل
كتاب يصدر عن دار نينوى بالتعاون مع ملحق أقاصي في مسقط المجموعة كشفت عن إمكاناتٍ واضحةٍ في التعامل مع أدوات القصّ ضمن رؤيةٍ ناضجةٍ، هادئةٍ، لا تغامر كثيراً، ولا تصادم الذوق الفنّيّ العامّ لمجرّد المصادمة. أضف إلى ذلك القدرة على توظيف اللغة، واستثمار طاقاتها على نحوٍ شديد الاقتصاد، سواءٌ أكان ذلك على مستوى السرد أم الوصف أم الحوار. ولقد خلت بعض القصص من الحدث بمعناه التقليديّ الذي يشترط النموّ والتصاعد (ثلج على مسقط)، فجاءت مجرّد لوحةٍ كان السارد يتتبّع تفاصيلها أوّلاً بأوّل. والواقع أنّ نصوصاً من هذا النوع كثيراً ما تبدو بطيئة الإيقاع، أو مفتقرةً إلى الحيويّة، لكنّ المهارة في ملاحقة العناصر المكوّنة للوحة، والحرص على الولوج إلى ما هو أعمق من الشكل، والتركيز على الوظيفيّ منها وحسب، كلّ ذلك جعل منها نصّاً مثيراً لا يخلو من دلالةٍ ذات قيمة.يبقى أخيراً أن نشير إلى براعة الكاتب في الإفلات من ربقة التوثيق والتأريخ في تصويره للبيئة المحلّيّة، حيث نجح في تصوير هذه البيئة بمختلف مكوّناتها، ولكن من غير تفريطٍ بمقاصده البعيدة، وهي مقاصد صيغت عبر أسئلةٍ كبرى تتناول مصير الإنسان، ومعنى وجوده، وطبيعة الصراعات التي يخوضها مع ذاته، ومع المجتمع، ومع الحياة..((من قرار لجنة تحكيم جائزة دبي الثقافية))