سفر إشعيا من أكثر أسفار أنبياء العهد القديم أهمية لدى الباحثين لا يكاد يستغني عن الاستشهاد به باحث في تاريخ مجتمع الشرق الأدنى القديم سياسياً أو دينياً، ولا يغفله دارس لتاريخ الأديان، والسفر مقدس لدى اليهود يتلون كثيراً من آياته في بركات صلاتهم، ولدى المسيحيين اكثر قداسة إذ يعتبرونه خامس الأناجيل بعد متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وأهم...
قراءة الكل
سفر إشعيا من أكثر أسفار أنبياء العهد القديم أهمية لدى الباحثين لا يكاد يستغني عن الاستشهاد به باحث في تاريخ مجتمع الشرق الأدنى القديم سياسياً أو دينياً، ولا يغفله دارس لتاريخ الأديان، والسفر مقدس لدى اليهود يتلون كثيراً من آياته في بركات صلاتهم، ولدى المسيحيين اكثر قداسة إذ يعتبرونه خامس الأناجيل بعد متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وأهمية السفر لا ترجع إلى كثرة إصحاحاته التي فاقت جميع أسفار الأنبياء عدداً، وإنما ترجع إلى تعرضه للكثير من الأحداث السياسية الهامة في إحدى فترات الشرق الأدنى القديم وموقف إسرائيل من تصارع القوى العالمية الكبرى آنذاك مثل قوة آشور ومصر وبابل وفارس.كما أن السفر يعكس طوراً جديداً من أطوار العقيدة اليهودية وعلاقة بني إسرائيل "بإلههم يهوه" وكما كانت الفترة التي عاش فيها إشعيا النبي من أكثر فترات المملكة الإسرائيلية القديمة اضطراباً وقلقاً وأنهاراً على مستوى الدين والأخلاق والسياسة فقد اعتنى المؤلف بوضع هذا البحث الذي يتحدث فيه عن إشعيا نبي إسرائيل وأزمة الكيان اليهودي القديم مقسماً إياه إلى ثلاثة أبواب. في البابا الأول استعرض المؤلف السلطات الثلاث التي تمثلت في المجتمع العبري آنذاك وهي الكهانة والملكية والنبوة، ويشكل الباب الثاني عمل توثيقي تحليل للمصدر الأساسي الذي يعتمد عليه البحث وهو سفر إشعيا وقد قسمه إلى فصلين كبيرين الأول منها تتناول السفر من حيث وحدته وبناؤه وتاريخ تكوينه والثاني يتناول لغة السفر في الناحية التي يمكن بها الحكم على كون السفر لمؤلف واحد أو هو لأكثر من واحد، أما الباب الثالث فقد خصصه للأثر السياسي والديني للسفر وقسمه إلى فصلين الفصل الأول تناول فيه الحديث عن إشعيا نفسه، نسبه وعمره وموته، ثم تحدث عن دور السياسي في المملكة ومشاركته في أحداث عصره وأهميته السياسية. أما الجانب الديني (الفصل الثاني) فقد عرض فيه لأهم الأفكار الدينية في السفر، متعرضاً لفكرة المسيحانية في السفر وتأويل كل من اليهودية والمسيحية للمسيح الذي أشار إليه إشعيا.