يبحث في تاريخ جزيرة ابن عمر وهي مدينة إسلامية عمّرها الحسن بن عمر التغلبيّ على ضفة نهر دجلة، وذلك في بدايات القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، فشكلت محطة تاريخية وتحولات حضارية. -وصفها المؤرخون والجغرافيون والرحّالات، المسلمون منهم والمستشرقون، بأوصاف عديدة، فذكروا مزاياها ونشاطاتها المتنوعة، وأشاروا إلى "أعمالها" التي اكتسبت...
قراءة الكل
يبحث في تاريخ جزيرة ابن عمر وهي مدينة إسلامية عمّرها الحسن بن عمر التغلبيّ على ضفة نهر دجلة، وذلك في بدايات القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، فشكلت محطة تاريخية وتحولات حضارية. -وصفها المؤرخون والجغرافيون والرحّالات، المسلمون منهم والمستشرقون، بأوصاف عديدة، فذكروا مزاياها ونشاطاتها المتنوعة، وأشاروا إلى "أعمالها" التي اكتسبت قدسية لدى طوائفها، "كجبل الجودي" وقرية "الثمانون". -تميّزت بعيش مشترك بين أجناسها وطوائفها، ومنها انطلق أول تعبير جهادي إسلامي ضد الغزو "الإستيطاني" الفرنجي (الصليبي). -شهدت المدينة نهضة إقتصادية شاملة، وحركة تجارية ناشطة، وكذلك صراعات وإنقسامات كنتاج طبيعي لما مرَّ بها عبر تاريخها الطويل. -عرفت نهضة فكرية وعلمية، ونبغ فيها رجال أعلام مشاهير من المؤرخين والفقهاء والمفسّرين والأدباء والشعراء، انتشروا في أرجاء الدولة الإسلامية وفي طليعتهم بنو الأثير. -احتوت آثارها وأطلالها على بصمات حضارية إسلامية ومسيحية، الأمر الذي أعطى الصورة الواضحة عمَّا شهدته الجزيرة الفراتية وما حولها من أحداث وتطورات في عالم العصور الوسطى. -في العصور الحديثة أصبحت المدينة ضمن السيادة العثمانية، واسمها "Cizré".