قبيلة بني خالد في الجزيرة العربية

يعتبر علم الأنساب أحد القواعد التي إستند عليها التدوين التاريخي عند العرب. ومن الواضح أن العرب قبل الإسلام إهتموا بالأنساب إهتماماً ظاهراً لما للأنساب من أهمية تتعلق بأحوالهم السياسية والإجتماعية ويعتبرونها مظهراً من مظاهر العظمة والقوة. فالنسب عندهم سبب التعارف وسلّم إلى التواصل، به تتصل صلات القربى والأرحام وبه تحفظ الأواصر القريبة وهو موئل بأسهم ومرجع بأسهم به يشد الأزر من الخائف ويعتبرونه حصناً لهم وأمناً يعتزون به ويحافظون عليه فصار تراثاً للقبيلة يتناقله خلفهم عن السلف مجددين بذلك ما إندرس منه بفعل النسيان أو نتيجة لتقادم الزمن. وإن إعتماد العرب على المشافهة كوسيلة لنقل ذلك التراث لم يكن الأسلوب الوحيد لحفظ هذا التراث بل ظهرت سجلات ووثائق خاصة بالمناطق الحضرية في المدن كالحيرة وصنعاء ضمت أنساب القوم وأعمالهم. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله التعريف بقبيلة بني خالد في الجزيرة العربية التي إليها يعود نسب خالد بن الوليد، هذه الشخصية التي كان لها دوره البارز في فجر الإسلام وفي الفتوحات الإسلامية. فهو خالد بن الوليد القريشي المخزومي. ونسبه هو الآتي: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة ين مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهد بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نصر بن نزار بن معد بن عدنان، يلتقي نسبه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بحرة بن كعب ويكنى بأبي سليمان، أولاده المعروفون سليمان، عبد الرحمن، المهاجر، وعبد الله. ويجد القارئ مشجر نسب أبناء وأحفاد جد أبيه الوليد وهو عبد الله بن عمرو بن مخزوم ضمن الصفحات للمشجرات في هذا الكتاب، والتي توضح نسب خالد بن الوليد وذريته، وهذا الأهم وذلك من خلال بحقه في الأخبار والوقائع التاريخية ذات الصلة بها في المصادر التاريخية إذ أن دافعه إلى ذلك تلك الروايات المتناقضة عن ذرية خالد بن الوليد والتي كانت نتيجتها الوصول إلى الوهم القائل بإنقطاع الذرية الخالدية وتشويه الواقع الذي يثبت وجود هذه الذرية، من هنا إنطلق المؤلف في التمعن في دراسة سيرة وتاريخ خالد بن الوليد للوصول إلى الحقيقة التاريخية التي تقطع الشك باليقين وذلك من خلال البحث في المصادر والمراجع والبحوث التي تعنى بالأنساب بصورة عامة وبذرية خالد بن الوليد المخزومي وتاريخه خاصة.