يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله :والأخذُ بالتجويدِ حتمٌ لازمُ من لم يصحِّحِ القُرانَ آثمُلأنَّه به الإلهُ أَنزلا وهكذا منهُ إلينا وَصلاوهُوَ أيضاً حليةُ التِّلاوه وزينــةُ الأداءِ والقِـراءهإنَّ القرآن الكريم كلامُ الله المعجز ، المنزَل على قلب الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وكلامُ الله يقرأ كما نزَل ؛ لأنه ليسَ كسائر الكلا...
قراءة الكل
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله :والأخذُ بالتجويدِ حتمٌ لازمُ من لم يصحِّحِ القُرانَ آثمُلأنَّه به الإلهُ أَنزلا وهكذا منهُ إلينا وَصلاوهُوَ أيضاً حليةُ التِّلاوه وزينــةُ الأداءِ والقِـراءهإنَّ القرآن الكريم كلامُ الله المعجز ، المنزَل على قلب الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وكلامُ الله يقرأ كما نزَل ؛ لأنه ليسَ كسائر الكلام ، بل له قدسيَّتُه وجلالتُهُ ، ونحن متعبَّدون بتلاوته .ولذا فقد حرص المسلمون منذ الرعيل الأول على نقله مضبوطاً بكل حركةٍ ونفَس حرصاً منهم على سلامة كلام الله سبحانه وتعالى من أن يعروه لحنٌ ، وكان نقل الخلف عن السلف عن طريق المشافهة ، ثم دوَّنوا ذلك كي ينالوا شرف حفظه . وهكذا كان النقل من جيل إلى جيلٍ عن طريق الإقراء والاقتداء ، والمحاكاة المعبر عنها بالتلقي .وحفظ في الصدور ودوِّن في السطور ، وتحقق وعد الله تعالى الصادق بحفظه .فالقرآن الكريم الذي حفظ الله به الدين يستحقُّ أن يحفَظ بالقلوب ، وأن تقيده الأنامل بالسطور ، ولذا قال صلوات ربي وسلامه عليه : « بلِّغوا عني ولو آية » .وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : « زيِّنوا القرآن بأصواتكم » ، وهو من باب المقلوب في اللغة ؛ أي : زينوا أصواتكم بالقرآن .ولما انتشر اللَّحن وفشا .. أضحت الحاجة إلى التأليف فيه ملحَّةً في زماننا هذا .فعمد أهل العلم جزاهم الله خيراً إلى تدوين القواعد وضبط المخارج والصفات وما نشأ عنها ونحو ذلك ، وعقدوا لذلك الحلقات وألَّفوا المؤلَّفات وخصص لهذه قنوات ، وتكاثرت أشرطة التسجيلات المعنية بهذا الشأن .وهذا « هبة الرحمن في تجويد القرآن » كتابٌ من تلك الكتب التي تشرَّفت بالعمل على ضبط قواعد التجويد وأصول التَّلقي .