تسرد رواية " انفي يطلق الفراشات " ما يمكن أن نجده في الكثير من الروايات التي كتبت في فترة التسعينات ، فهي تعرض ما تخلفه الحروب في الانسان من آثار نفسية ، ما تخلفه في المجتمع من خراب ، لكن التقنيات المستخدمة في عرض الأحداث والاسلوب السردي الذي يبنى على " شكل " اللغة ، هو ما يمكن أن يقدم لنا روايات مختلفة حول حدث واحد . وقد أختار ...
قراءة الكل
تسرد رواية " انفي يطلق الفراشات " ما يمكن أن نجده في الكثير من الروايات التي كتبت في فترة التسعينات ، فهي تعرض ما تخلفه الحروب في الانسان من آثار نفسية ، ما تخلفه في المجتمع من خراب ، لكن التقنيات المستخدمة في عرض الأحداث والاسلوب السردي الذي يبنى على " شكل " اللغة ، هو ما يمكن أن يقدم لنا روايات مختلفة حول حدث واحد . وقد أختار الروائي محمد الحمراني أن يغوص في العوالم الداخلية لشخصيته حيث تصبح اللغة الشعرية أداة مناسبة للوصف ولإظهار مكنونات هذه النفس ، لتحتل الشخصية الباطنية دورها بدلا من الشخصية الواقعية ، ويرصد سلوكها بكل شذوذه وغرابته في نفس الوقت الذي تختزل فيه الأحداث بلغة الشعر ، كونها مؤثرات لا يراد منها فهم طريقة وقوعها بقدر ما يراد أن يظهر تأثيرها نفسية الشخصية . في هذه الرواية ، كانت لغة الشعر هي اللغة المناسبة للسرد ، لتؤدي وظائفها في كشف العوالم الداخلية لشخصية مستلبة اجتماعيا في طفولتها ، وسياسيا بعد أن تكبر من مقال للروائي حسين الابهر.