عبر التاريخ الطويل لم ينجح سوى قليل من القادة أصحاب الفكر والرؤية والعزيمة في بناء صرح دول راسخة بالإقناع والاتفاق. لقد كان إنشـاء دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 كانون الأول/ديسمبر 1971 تحت القيادة الملهمة للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مثالاً حياً لبناء هذه النوعية من الدول؛ مما جعل مؤسس الدولة...
قراءة الكل
عبر التاريخ الطويل لم ينجح سوى قليل من القادة أصحاب الفكر والرؤية والعزيمة في بناء صرح دول راسخة بالإقناع والاتفاق. لقد كان إنشـاء دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 كانون الأول/ديسمبر 1971 تحت القيادة الملهمة للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مثالاً حياً لبناء هذه النوعية من الدول؛ مما جعل مؤسس الدولة يستحق عن جدارة مكان الصدارة بين أعظم رجال الدولة على مر العصور.وفي الوقت الذي بدأت فيه بريطانيا بالانسحاب من منطقة الخليج العربي بادر الشيخ زايد إلى تحقيق المهمة الصعبة المتمثلة في توحيد الإمارات المتصالحة بعد أن كانت متفرقة، ليقيم دولة اتحادية هي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط. ثم عمد الشيخ زايد، الذي شاء قدره أن يكون زعيماً أجمع عليه أبناء شعبه، إلى ترسيخ دعائم الدولة من خلال توحيد القبائل، ثم بقوة الاتحاد عزَّز صرح الدولة في وجه التحديات الهائلة، آخذاً على عاتقه مبادرة التحديث والتطوير ليحقق في نهاية المطاف حلمه في بناء إطار فعال للتعاون مع الدول الخليجية المجاورة. وأضحت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ذلك الحين قوة بنّاءة داخل المنطقة وخارجها، تجسد مبادئ الوحدة الوطنية والتسامح الديني، والتضامن الإقليمي، والتعاون الدولي.هذا الكتاب يقدم دراسة معمقة لمولد دولة الاتحاد، وللدور المحوري لقائدها، وهو يتبنَّى منهجاً علمياً في تحليله التجربة الاتحادية الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإنجازاتها الضخمة، وفي تقصِّي بُعد نظر سمو الشيخ زايد في السياسات التي تبنَّاها. ويعتمد الكتاب -إلى حد بعيد- على الوقائع التي تم توثيقها توثيقاً دقيقاً؛ مما يجعله سجلاً بالغ الأهمية يرصد مرحلة مهمة في التاريخ المعاصر لمنطقة الخليج العربي. كما يقدم الكتاب سيرة موثقة ومحققة للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرجل بنى أمة وأسس دولة.وهذه هي الطبعة الخامسة من الكتاب؛ حيث صدرت طبعته الأولى في عام 2004، وتلتها الطبعة الثانية في عام 2005، ثم صدرت الطبعة الثالثة في عام 2010، ثم الرابعة في عام 2011. وتتضمن هذه الطبعة قسماً جديداً يتناول الإرث الطيب للشيخ زايد وآثاره من بعده.