تتعامد هذه الدراسة (التأسيسية) على مراسلة سميوطيقية نوعية (هي "العنوان") تمثل-في إطار نصي يكتسبها وتكتسيه-وحدة اتصالية مائزة، تشكل وجوداً (انطولوجياً) مستقلاً ومكتفياً بنفسه، برغم صلتها العلائقية بمرسلة أخرى-كبرى(هي "العمل الأدبي") ذات وجود نصوصي مركزي، ومن ثم تعدل الدراسة -منهجياً_ مسار القاعدى الإرسالية المنطلقة-في فعل التحليل...
قراءة الكل
تتعامد هذه الدراسة (التأسيسية) على مراسلة سميوطيقية نوعية (هي "العنوان") تمثل-في إطار نصي يكتسبها وتكتسيه-وحدة اتصالية مائزة، تشكل وجوداً (انطولوجياً) مستقلاً ومكتفياً بنفسه، برغم صلتها العلائقية بمرسلة أخرى-كبرى(هي "العمل الأدبي") ذات وجود نصوصي مركزي، ومن ثم تعدل الدراسة -منهجياً_ مسار القاعدى الإرسالية المنطلقة-في فعل التحليل النقدي-من الذات المرسلة العمل/المرسل، إلى "العنوان" المهمش تحليلياً، لتستبدل به مساراً ينطلق من الذات المستقبلية -باعتبارها مرتكزاً دلالياً-التي تستهل فعاليتها القرائية/التأويلية-في فعل التلقي- بـ"العنوان" المكتوب/المقروء، بحكم انطوائه على أعلى سلطة تلق ممكنة ولاحتشاده بأعلى درجة اقتصاد لغوي ممكن، ولاكتنازه بعلاقات إحالة (مقصدية) حرة إلى العالم، وغلى النص، وإلى المرسل... الخ، مما يعني إمكان تصعيد "العنوان" إلى مصاف "الخطاب" مروراً بالمستوى النصي، فالتناصى، إذن، تنهض الدراسة-بقسميها النظري والتطبيقي- على تأسيس وعى منهجي يتعاطى تفاصيل وأبعاد وإشكالات هذه الفرضية وعليه، فقد توزعت الدراسة على ثلاثة قطاعات رئيسية محور الأول: "فقه العنونة" لغة، واصطلاحاً، ودلالة، ووظيفة، ومسلكاً، وخصيصة، ونظرية، بينما يحدد الثاني منهج وإجراء الدرس النصي للعنوان، ولفعل العنونة. أما الثلث، فتتصدره تأسيسات تطبيقية على نصوص وعناوين صحفية وتعليمية، ثم يعتمد "الشعر" مادة أساسية للتطبيق، لتميز نتاجه الجمالي (أي شعريته)، بقطع النصر إلى الشعرية المستهلكة إبداعاً ونقداً (الشعرية البنيوية) التي تتكئ-بعنف-على نمط الإغراب الشكلاني، مما يدمر العلاقات المقصدية بين أطراف الرسالة, بينما تنتخب الدراسة ثلاثة دواوين، تمثل ثلاث شعريات: شعرية الموضوع/ الجسد (هكذا عن حقيقة الكائن وعزلته أيضاً، محمد آدم). وشعرية العالم-الصوت/ الموت/ الصمت (يسقط الصمت كمدية، عبد العظيم ناجي). وشعرية الحيوية-الذات/الموسيقى/الكيمياء (وحدة يستمع إلى كونشرتو الكيمياء، شريف الشافعي). ثم تعرج الدراسة على اختبار الإجراءات التي تمت في "الشعر" على استراتيجيات "القص" باقتناص رواية "صاحب البيت" و"حملة تفتيش-أوراق شخصية" لـ (لطيفة الزيات) بمقتضى تجسيدها لوضع المرأة المتراجع-على الصعد كافة-في المجتمع المصري/العربي. وينتهي هذا القطاع بتحليل نص العنوان اللافت لرواية صنع الله إبراهيم "ذات" إن هذه الدراسة تشير إلى صاحبها، الدكتور محمد فكري الجزار،بأكثر من عنوان دال على تميز فريد، وحساسية نقدية فائقة، مما يجعل انتباهنا إلى إسهامه خاصاً، في الأفق المنفتح على طاقات نقدية هائلة، تحاول أن تستنبت لنفسها جذوراً لوعي جديد ف أعمال مستقبلنا الواعد، وذلك هو الرهان المعقود.