يكشف هذا الكتاب تسارع الأحداث في الدولة العثمانية نحو سقوط الخلافة، بدءاً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وحتى النهاية، ويبرز تحالف التيار القومي التركي الطوراني، أو ما كان يعرف بجمعية تركيا الفتاة، أو جماعة الإتحاد والترقي مع الماسونية العالمية ويهود الدونمة والحركة الصهيونية، بدعم من الدول الكبرى آنذاك روسيا وفرنسا وبريطا...
قراءة الكل
يكشف هذا الكتاب تسارع الأحداث في الدولة العثمانية نحو سقوط الخلافة، بدءاً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وحتى النهاية، ويبرز تحالف التيار القومي التركي الطوراني، أو ما كان يعرف بجمعية تركيا الفتاة، أو جماعة الإتحاد والترقي مع الماسونية العالمية ويهود الدونمة والحركة الصهيونية، بدعم من الدول الكبرى آنذاك روسيا وفرنسا وبريطانيا من أجل تمزيق دولة الخلافة الإسلامية ولإقتسام أملاكها، وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. كما يكشف بالإستناد إلى المصادر والوثائق التي نقلت عن صانعي تلك الأحداث أو من روى عنهم أو عاصرهم، حقيقة دور عرب بلاد الشام، ومعهم عرب الحجاز والعراق، في دعم الخلافة العثمانية لمواجهة أعدئها، ويثبت بالأدلة الدامغة والشهادات الموثوقة ممن شهدوا بأنفسهم تلك الفترة، أو من نقلوا عنهم، أن عرب بلاد الشام كانوا في أغلبيتهم مؤيدين للخلافة في المواجهة الحاسمة مع أعدائها، وأنهم كانوا تيارات عدة، أبرزهم التيار الغروبي الإسلامي الذي تمسك بالخلافة إلى آخر عهدها. إضافة إلى التيار القومي العربي الذي شارك مع التيار الطوراني في إسقاط خلافة عبد الحميد الثاني آخر الخلفاء العظام في الدولة العثمانية. كما يفند هذا الكتاب إفتراءات أعداء الخلافة على عبد الحميد الثاني ويكشف الأطراف التي إشتركت في خلعه، وأن السبب الرئيسي لخلعه هو رفضه مساومات اليهود والصهيونية لبيع فلسطين لهم لإنشاء وطن فيها، كما يثبت هذا الكتاب بالأدلة الدامغة أن العرب في بلاد الشام ومعهم عرب الحجاز بقيادة الشريف الحسين بن علي لم يثوروا على الخلافة عام 1916 م، وكانوا على تفاهم وعلاقة طيبة مع الخليفة عبد الحميد الثاني، وأن ثورتهم كانت ضد الإتحاديين جماعة الإتحاد والترقي التي تنسق مع الماسونية واليهود لإسقاط الخلافة، وقد مارس الإتحاديون كل الأساليب التتريكية ضد العرب لدفعهم للإبتعاد عن الدولة العثمانية، لأن في بقاء العرب مع العثمانيين إفساد لخططهم الرامية للقضاء على الخلافة، وقد نجحوا أيما نجاح في الوصول لأهدافهم الرامية لقطع العلاقات بين العرب والعثمانيين وفي تمكين اليهود من الهجرة إلى فلسطين والتمكن منها، ونجحت الدول الكبرى في إقتسام أملاك الدولة العثمانية وفي تطبيق إتفاقية سايكس بيكو بإقتسام البلاد العربية فيما بينها وإحتلالها لبضعة عقود، كما نجحت في القضاء على الجامعة الإسلامية التي جمعت العرب والعثمانيين لأكثر من أربعة قرون تحت راية الإسلام، قد ترك إسقاط الخلافة أثاراً خطيرة بعيدة التأثير تتتابع على الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا. هذا الكتاب يسلط الأضواء على تلك المرحلة بكل تداعياتها ويقدم مقترحات وحلولاً للعرب والمسلمين للإفادة من تلك التجربة المريرة وللنهوض من جديد في ظل راية الخلافة الإسلامية.