إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله وبعد؛فإن علم مصطلح الحديث من العلوم الشرعية المهمة التي لابد على طالب العلم أن يتعلمها حتى تنير له الطريق أث...
قراءة الكل
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله وبعد؛فإن علم مصطلح الحديث من العلوم الشرعية المهمة التي لابد على طالب العلم أن يتعلمها حتى تنير له الطريق أثناء رحلته في طلب العلم ومدارسته والبحث في المصنفات لاسيما كتب الحديث كالصحاح والسنن والمسانيد وشروحها، وهو - أعنى علم مصطلح الحديث - من العلوم الخادمة التي تخدم جميع العلوم الشرعية كالتفسير والفقه والتوحيد والسيرة النبوية، وتعلمه أيضا يمنح طالب العلم الثقة بنفسه وبعلمه، لأنه حينئذ يستطيع فهم المصطلحات التي توجد في بطون المؤلفات الخاصة بهذا العلم عندما يعلل علماء الحديث السبب في ترجيح صحة حديث أو حسنه أو ضعفه، بالإضافة إلى معرفة أحوال الرواة الذين هم سلسلة السند، فليس كل ما وصل إلينا من الأحاديث صحيحا. وعلم الحديث علم واسع وبحر لا ساحل له، لكن لابد على كل طالب علم أن يبدأ بمعرفة علم المصطلح أولا ومن ثم يتسنى له التوسع والبحث ومعرفة أحوال الرواة جرحا وتعديلا. وأوصى كل طالب علم أن يبتغى بتعلمه وجه الله تعالى، وأن يأخذ العلم بتروٍ وأناة وأن يتعلمه من أعلامه، وأن لا يتسرع بالحكم على حديثٍ ما إلا بعد مُدارَسَة وبحث دءوب ومراجعة أهل الفن ومراجعة كتب المحدثين وعلماء الجرح والتعديل المعتبرين. والمنظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث من أفضل وأيسر المتون في هذا الفن فاستعنت بالله تعالى وقمت باختصار شرحها مع تصرف يسير على ضوء ما شرحه فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى، وأسأل الله جل في علاه أن يهدينا سواء السبيل، وأن يجعلنا من حماة السنة النبوية الشريفة، وممن ساروا على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادا، إنه ولى ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.