ربما كان الجديد في ديوان محمد حبيبي يتمثل في جزئية العلاقة بين" الألفاظ وطريقة ضم الألفاظ إلى بعضها، فالعلاقات بين ألفاظه علاقات جديدة غير ممهدة. فالثابت ـ علمياً ـ أن ألفاظ اللغة ـ أية لغة ـ لا تستطيع أن تستقصي الأحاسيس التي يمر بها الفرد العادي فضلاً عن المبدع، ولهذا وجدت الاستعارة والمجاز وجاءت التراكيب الجديدة، لكي تفتح البا...
قراءة الكل
ربما كان الجديد في ديوان محمد حبيبي يتمثل في جزئية العلاقة بين" الألفاظ وطريقة ضم الألفاظ إلى بعضها، فالعلاقات بين ألفاظه علاقات جديدة غير ممهدة. فالثابت ـ علمياً ـ أن ألفاظ اللغة ـ أية لغة ـ لا تستطيع أن تستقصي الأحاسيس التي يمر بها الفرد العادي فضلاً عن المبدع، ولهذا وجدت الاستعارة والمجاز وجاءت التراكيب الجديدة، لكي تفتح الباب واسعاً أمام الشاعر أو المبدع. والشاعر المبدع هو الذي يستطيع أن يفتح الباب لتوليد الدلالات في اللغة، ويستطيع أن يسهم في إنتاج عبقرية اللغة ونموها، من خلال ربط المجالات أو الألفاظ البعيدة في سياق شعري واحد، وهذا السياق الجديد يجعل الدلالة هلامية وغير محددة. فحين يقول محمد حبيبي في قصيدته "ناعماً ينبت العشب": مثل أول رشفه/ من قهوة الصبح/ أنت "لا نستطيع أن ننكر أن القصيدة بسيطة تركيبيا ولكنها على الرغم من ذلك، تقدم دلالة ليست سهلة، لأن الرابط بين طرفي الصورة ليس معتاداً أو متداولاً، فالرابط بين قهوة الصبح لا يأتي إلى المتلقي عفو الخاطر، وإنما يحتاج ـ ولو قليلاً ـ إلى إعمال الذهن، وسوف تلح فكرة السيطرة التي تصنعها المرأة، وكأنها أول وعي تشرئب إليه الحواس بعد يقظتها، وربما كانت آخر وعي تغلق عليه العين أحزانها وأفراحها، وتلح في ذلك السياق فكرة الديمومة والعادة، فالشاعر لا يستطيع أن يتخلص من صورتها التي تطلّ إليه كل صباح."نماذج من النصوص :فاصلة...كلما عدتُ للقرية النائيةْفرَّ مني القمرْكلما لذتُ نحو الحميمين من أصدقاء الطفولةيبكي علينا الشجرْكلما أُبتُ من سفرٍ يحتويني سفرْحمام...في باحة الداركنتُ أربِّي الحمامْذات قيظٍتطاير حتى تجاوز صندوق جـــاريفأدركت أن الحمام يحب الهواء نقـيـاًوأني اختـنـقـت بجـو القفص