نبذة النيل والفرات:يعد السياب واحداً من أكبر شعراء الإنبعاث والتجديد في الأدب العربي الحديث، فبتجديده بدأت مرحلة جديدة كاملة من مراحل التحول في القصيدة العربية معلنة ولادة نسق شعري جديد ونقطة تحول بارزة لإرساء معالم قصيدة جديدة والنهوض بالشعر العربي نحو مرحلة تاريخية حديثة تختلف في جوهرها عما سبقها وتمهد لظهور مرحلة جديدة ذات مي...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يعد السياب واحداً من أكبر شعراء الإنبعاث والتجديد في الأدب العربي الحديث، فبتجديده بدأت مرحلة جديدة كاملة من مراحل التحول في القصيدة العربية معلنة ولادة نسق شعري جديد ونقطة تحول بارزة لإرساء معالم قصيدة جديدة والنهوض بالشعر العربي نحو مرحلة تاريخية حديثة تختلف في جوهرها عما سبقها وتمهد لظهور مرحلة جديدة ذات ميزات خاصة. لقد أثار السيَاب عند ظهوره حركة نقدية واسعة اشتركت فيها فئات متعددة من المتأدبين وكانت مثاراً لجدل واسع، فقد استطاع ما أحدثه من ثورة في شكل القصيدة وبنائها ومضامينها، فضلاً عما أدخله فيها من تقنيات الرمز والأسطورة والتعبير الدرامي واستخدام الصورة والمعادل الموضوعي وانتقاله من اللغة المعجبية إلى اللغة السياقية (الإيحائية) التي توصي بالمعنى وتمنحه دلالات جديدة –استطاع بكل ذلك- النهوض بالشعر العربي الحديث ومحاولة اللحاق بركب العالمية؛ فحَرك بذلك النقد ونال عناية النقاد.ولعل السيَاب هو من أكثر الشعراء العرب المحدثين اسئثاراً بالدراسات النقدية، إلا أن هذه الحركة النشيطة من النقد، وعلى الرغم من سعتها وتشعبها لم تحط بدراسة جامعية مستقلة تنفرد بها لتتبع مضامينها وتكثف أحكامها واتجاهاتها العامة، وتقف عند آرائها مناقشة وموضَحة.من هنا تأتي هذه الدراسة التي كان لها مسوغاتها بالنسبة للباحث، إذ أن الحركة النقدية حول السيَاب هي في السعة بحيث تستوجب دراسة أكاديمية مستقلة. وقد توجه الباحث في دراسته هذه إلى تناول بعض الدراسات النقدية التي تناولت أعمال بدر شاكر السيَاب، ونظراً لكثرة تلك الدراسات فقد ركَز على أهم دراستين منها أطروحة الدكتور عباس ثابت حمود التي جاءت تحت عنوان (النقد الجامعي العربي للشعر العراقي الحديث 1945- 1980) والتي تعرضت لبعض البحوث والدراسات والمقالات الأكاديمية عن السيَاب من خلال تناولها للنقد الأكاديمي. ثم أطروحة الدكتور حسين عبود حميَد وعنوانها (المناهج النقدية في نقد الشعر العراقي الحديث) التي أكثرت من اختيار نماذج من شعر السيَاب خلال دراستها لمناهج النقد.ويقول الباحث بأن لعل أبرز المعضلات التي واجهت دراسته هذه طبيعة منهجها الذي يدخل ضمن النقد، والذي فرض عليه أن يتعرض بالنقد والمناقشة لآراء باحثين آخرين. ومع هذا كله لم يتردد الباحث في أن يدلو بدلوه ويبدي رأيه فيما عالج وناقش. ولعله يكون بذلك قد قدم خدمة للأدب . إلى جانب ذلك، فقد تمت الإفادة مما أمكن للباحث الحصول عليه من مصادر وتتبع ما فيها من آراء وعرضها للمقارنة مع المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر. هذا وقد استقام البحث ضمن تمهيد وأربعة فصول، وقد روعي التسلسل التاريخي في الآراء وتبويبها إلى مع أو ضد أو معتدل، مع التسلسل التاريخي، وبالنسبة للتمهيد فقد تم فيه تناول طبيعة الحركة النقدية حول الشعر الحر بعامة، وأهم مشكلاته وبخاصة ما أثير حول أوليته من صراع وجدل. أما الفصل الأول من هذه الدراسة فقد إهتم بأهم الأطراف التي إشتركت في العملية النقدية والتي تكونت من الأكاديميين والنقاد والشعراء والأدباء الذين تباينت آراؤهم في شعر السيَاب. أما الفصل الثاني فقد وقف عند مضامين شعر السيَاب وتناول الفصل الثالث أبرز الظواهر الفنية في شعر السيَاب بينما تمَ في الفصل الرابع التوقف عند المكانة التي احتلها السياب في الشعر العربي وأحلته ليتبوأ مكانةً ليكون علماً بارزان من أعلام الشعر العربي المعاصر. وأخيراً ذيَل الباحث دراسته هذه بخاتمة عرض فيها لأبرز النتائج التي توصَل إليها. وتجدر الإشارة بأن هذه الدراسة إنما هي رسالة قد الباحث لنيل درجة الماجستير في قسم اللغة العربية بجامعة البصرة.