"أجزم أن هذا لم يكن هذياناً كان جنوناً، فغالب كان يشطح به الخيال إلى بلاد بعيدة، يلتقي بابن بطوطة في الهند والسند، ويجتمع مع حمورابي وزنوبيا، ويبحث الأمويين على بناء قصور في الصحراء، ثم ينام في قصر السلطان عبد الحميد بين مائة من نسائه. لم يكن يعترف بالزمان والمكان، يجمع الأمكنة، ويقلص الزمن في مكان وزمان خاصين به. لا يحتاج إلى ا...
قراءة الكل
"أجزم أن هذا لم يكن هذياناً كان جنوناً، فغالب كان يشطح به الخيال إلى بلاد بعيدة، يلتقي بابن بطوطة في الهند والسند، ويجتمع مع حمورابي وزنوبيا، ويبحث الأمويين على بناء قصور في الصحراء، ثم ينام في قصر السلطان عبد الحميد بين مائة من نسائه. لم يكن يعترف بالزمان والمكان، يجمع الأمكنة، ويقلص الزمن في مكان وزمان خاصين به. لا يحتاج إلى الساعة. حمل ساعة مرة من دون عقارب، ثم رماها، ولما سألته عن ذلك، أجابني إنه لا يؤمن بالماضي أو المستقبل، فلا حاجة إلى الساعة، لقياس اللحظة التي يعيش فيها". "في هذا الكتاب ثلاث روايات صور فيها القواسمة حياة اللاجئين الفلسطينيين، في مجتمع "الخيام" و"البراكات" من جوانبه كلها: الاجتماعية والاقتصادية والوطنية، وهدفه الكشف عن خبايا وأحلام ومعاناة وأفراح أهل هذا المجتمع، وكذلك اطلاع القارئ على تفصيلات أحوال المخيمات وأحوال اللاجئين فيها.