استنتج الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن “المنطقة العربية الإسلامية تجتاز، ومنذ أمد طويل، مرحلة حرجة يمكن البحث عن بداياتها في الإنذارات الأولى لتفكك الدولة، وظهور النزاعات الاستبدادية، وعجز المجتمع عن إنتاج التقدم في مؤسسات التربية والثقافة والعلوم والتراجع العام المصحوب بالغفلة عما يحدث في العالم”. خ...
قراءة الكل
استنتج الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن “المنطقة العربية الإسلامية تجتاز، ومنذ أمد طويل، مرحلة حرجة يمكن البحث عن بداياتها في الإنذارات الأولى لتفكك الدولة، وظهور النزاعات الاستبدادية، وعجز المجتمع عن إنتاج التقدم في مؤسسات التربية والثقافة والعلوم والتراجع العام المصحوب بالغفلة عما يحدث في العالم”. خلص رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، في كتابه الصادر حديثا عن منشورات المؤسسة الوطنية للإشهار والنشر، بعنوان “مدخل لدراسة الهيكلة الجديدة للعالم”، إلى أن التخلف والتفكك الذي يشهده العالم العربي الإسلامي، أسفر عن حالة من الضعف والإتكالية “تصل في بعض الأحيان إلى الانهيار الحضاري”، مما سمح حسبه لجحافل متوحشة ومعادية للحضارة بالشروع في تدمير مادي ومعنوي واسع النطاق، مرجعا ذلك إلى قدوم التتار والصليبيين كتصور مضاد لروح المسيحية، فتقهقرت المنطقة بأكملها مشرقا ومغربا. ويعدّ كتاب الدكتور ولد خليفة، بمثابة محاولة “لإعادة قراءة سجل المنطقة العربية الإسلامية”، بغية اكتساب ثقة في النفس كفيلة بالتحكم في المستقبل والانفتاح على العصر بلا عقد ولا تعقيد. وبعد تحليله لمظاهر التخلف وكيفية حدوث تراكماته في مقدمة الكتاب، حلّل المؤلف عبر ثلاثة أقسام قضايا مختلفة، منها تقديم عرض إجمالي لأوضاع المنطقة العربية الإسلامية، والتركيز على عدة قضايا، على غرار إشكاليات الثقافة السياسية والمفاهيم الشائعة حول الديمقراطية والحداثة والتديّن والتطرف بين المنتسبين للإسلام والمسيحية. أما القسم الثاني من الكتاب فقد خصصه للإجابة عن سؤال من شقين هما ماذا تغيّر من النظام الدولي، وأين نحن من مستجداته. ويقدم المؤلف في هذا القسم نظرة وافية عن فلسفة النظام الدولي وملامح الهيكلة الجديدة للعالم والانهيار المفاجئ للثنائية القطبية ومصير روسيا الكبرى. وأفرد الدكتور ولد خليفة القسم الثالث من كتابه لدراسة الحالة الجزائرية وموقعها في المنظومة الراهنة للعلاقات الدولية وتجربتها الدبلوماسية ومدى تأثرها بالتحولات الجارية في الداخل والخارج.