حظى بعض القضايا المتعلقة بكتابة القصة باهتمام خاص غير أ، دراسة (المكان) ظل غائباً لوقت قصير عن اهتمامات النقاد الذين يتصدون لمعالجة عناصر القصة. رغم أن المكان أسبق في وجوده من الوجود الإنساني، ورغم حميمة العلاقة التي تربط بين الإنسان والمكان، والإنسان إنما يمارس فاعليته في (المكان)، قبل أن يعود المكان ليمارس تأثيره على الإنسان.و...
قراءة الكل
حظى بعض القضايا المتعلقة بكتابة القصة باهتمام خاص غير أ، دراسة (المكان) ظل غائباً لوقت قصير عن اهتمامات النقاد الذين يتصدون لمعالجة عناصر القصة. رغم أن المكان أسبق في وجوده من الوجود الإنساني، ورغم حميمة العلاقة التي تربط بين الإنسان والمكان، والإنسان إنما يمارس فاعليته في (المكان)، قبل أن يعود المكان ليمارس تأثيره على الإنسان.وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف دراسة مستفيضة لعنصر المكان ودوره في بنية القصة العربية القصيرة. والكتاب يقع في سبعة فصول أو مباحث في الفصل الأول يقدم المؤلف مداخل نظرية لفهم فضاء المكان، كما يبحث في خصوصية القصة العربية أما في الفصل الثاني فيبحث المؤلف في بناء (فضاء القرية) إذ تبدو القرية مكاناً أساسياً في العالم العربي، إذ ظلت لدى الكتاب العرب نقيضاً للمدينة. وقد اختار الكاتب مجموعة منحنى النهر للكاتب المصري محمد البساطي للحديث عن فضاء القرية، إذ إنها بنظره قدمت فضاء القرية برهافة شاعرية نافذة.ويخصص المؤلف الفصل الثالث للحديث عن بناء (فضاء المدينة)، فقد ظلت المدينة متسربة داخل عالم (القصة القصيرة) حتى وهي تصور فضاء القرية، وفي الفصل الرابع يتطرق المؤلف إلى بناء (فضاء المدينة الغربية) إذ يبدو واضحاً أن فضاء المدينة الغربية كان حاضراً في معظم الأعمال القصصية العربية ويقدم المؤلف قراءة في أعمال الطيب صالح الذي بت أعماله معبرة بقوة عما هذا الاتجاه.أما في الفصل الخامس فإنه البحث يدور حول بناء (فضاء الصحراء) باعتبار الصحراء تعد أكثر الفضاءات أهميته وتقع في مقدمة الفضاءات المكانية التي اهتم بها كتاب القصة القصيرة والروائيون. ويعرج المؤلف في الفصل السادس على فضاء (المكان الحلم) باعتبار الأدب هو رغبة محمومة في تجاوز "الواقع" واستشراف آفاق تخلو من تناقضاته. أما في الفصل السابع فيتطرق المؤلف إلى منظور "السرد" أو وضعية "الراوي" ويحاول من خلال ذلك أن يحدد من يقف بالضبط وراء "البناء" هل هو الكاتب الحقيقي أو هو راو يبدعه الكاتب وينفصل عنه أو بمنحه درجة عالية من الاستقلالية شأن أي عنصر فني آخر.