ليست السيميولوجيا غير ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات أيا كان مصدرها لغوياً أو سننياً أو مؤشرياً. وبما أن علامات اللغة تتمتع بنوع من التفرد والامتياز عن باقي أنواع العلامات الأخرى، فإنها تخرج عن محيط هذا التعريف، الشيء الذي تتحول معه هذه السيميولوجيا إلى علم يدرس أنظمة العلامات غير اللسانية.وإذا كان سوسير يجعل هذا العلم قا...
قراءة الكل
ليست السيميولوجيا غير ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات أيا كان مصدرها لغوياً أو سننياً أو مؤشرياً. وبما أن علامات اللغة تتمتع بنوع من التفرد والامتياز عن باقي أنواع العلامات الأخرى، فإنها تخرج عن محيط هذا التعريف، الشيء الذي تتحول معه هذه السيميولوجيا إلى علم يدرس أنظمة العلامات غير اللسانية.وإذا كان سوسير يجعل هذا العلم قاصراً على دراسة العلامات في دلالتها الاجتماعية، فإن بيرس يطلقه على كل ما له ارتباط بنظرية العلامات العامة: الأول يلح على الوظيفة الاجتماعية التي تقوم بها العلامات، والثاني لا يرى فيها إلا وظيفتها المنطقية. إن الرأيين لا يلتقيان إلا في نطاق ضيق، في حين أن مصطلحي السيميولوجيا والسيميوتيقا يدل كل منهما على ما يدل عليه الآخر. لقد اختص الأوروبيون باستعمال المصطلح الأول، وفضل الأميريكيون استعمال الثاني. هكذا إذن شهدت بداية هذا القرن صياغة أولية لما سمي فيما بعد بنظرية العلامات التي كان المناطقة في هذه الفترة يطلقون عليها اسم: علم الدلالة العام.في هذا الإطار تأتي المحاضرات التي يضمها هذا الكتاب والتي تشكل في أساسها مادة تعليمية لطلاب الإجازة في شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، حيث أنها تتناول كل ما يتعلق بموضوع السيميولوجيا فيتطرق لعناصرها، محاورها اتجاهاتها، علاقتها بالألسنية... من ثم تقدم دراسة تطبيقية سعت لتحليل سيميولوجية قصيدته المواكب لجبران خليل جبران.