من المعروف أن وسائل الإعلام الإسرائيلي لعبت ولا تزال دوراً أساسياً، بل الدور الرئيسي في تشويه الصورة العربية في الرأي العام العالمي وفي وسائله الإعلامية، وهي تملك من الإمكانات المادية والتقنية الضخمة في هذا المجال ما يذهلها لتسخير ذلك من أجل تشويه الحقائق وبثّ السموم والافتراءات.وقد تمكّنت الصهيونية بما لها من امتدادات في عالم ا...
قراءة الكل
من المعروف أن وسائل الإعلام الإسرائيلي لعبت ولا تزال دوراً أساسياً، بل الدور الرئيسي في تشويه الصورة العربية في الرأي العام العالمي وفي وسائله الإعلامية، وهي تملك من الإمكانات المادية والتقنية الضخمة في هذا المجال ما يذهلها لتسخير ذلك من أجل تشويه الحقائق وبثّ السموم والافتراءات.وقد تمكّنت الصهيونية بما لها من امتدادات في عالم الغرب، من إبراز المواطن العربي بالصورة التي تريد، فهو بدائي، متخلف معادٍ للحضارة الغربية؛ أي أنها باختصار شديد تمكّنت من بثّ الصورة التي تريد في ذهن الإنسان الغربي عن الدول العربية ومواطنيها وزرعتها فيه.من هنا جاء هذا الكتاب الذي يلقي الضوء على وسائل الإعلام الإسرائيلي وأساليب عملها، لوضع أمام كل مواطن عربي ضخامة المهمات الملقاة على عاتقنا نحن العرب، والإعلام هو سلاحنا الأساسي في مواجهة التحدي الساخر للحقيقة الذي يمارس ضدنا. والهدف المنشود هو إزالة الشوائب التي لحقت بصورتنا كعرب من المحافل الإعلامية العالمية. فالإعلام هو الرديف الحقيقي والعامل الحاسم في ظل تنافس إعلامي غير عادل في كثير من الأحيان نظراً للتباين الشديد في الإمكانات والقدرات.ويبقى هذا الكتاب في إطار المحاولة الجادة والقائمة على إبراز المخاطر التي تواجه الإعلام العربي وتساعده في تصديه للإعلام الإسرائيلي، من خلال تبيان أكاذيبه وترويجاته الإعلامية المضللة التي ينسجها حول الصراع العربي-الصهيوني، وذلك عبر إيجاد السبل الكفيلة لنشر التغطية الحقيقية لوقائع هذا الصراع وفضح عنصرية العدو واغتصابه وعدوانه وكشف جرائمه الوحشية بحقّ العرب وشعوب المنطقة وخطورة سياساته على الأمن والسلام الدوليين. أليس العمل على إظهار الحقيقة من أهم واجبات الإعلام؟يجب أن نعمل ونعمل بسرعة فائقة قبل أن يستفيق العرب من سباتهم ويطلعوا على وسائلنا الدعائية. ان الوقت بالنسبة لنا اثمن من المال والسلاح والعلم. انه الحياة التي تستمد منه اسرائيل وجودها. فإذا ما استفاق العرب ووقعت في ايديهم هذه الوسائل وعرفوا دعاماتها وأسسها. عندها لن تفيدنا مساعدات اميركا وتأييد بريطانيا وصداقة فرنسا. عندها نقف امام العرب وجها لوجه ولا نعلم لمن تكون الغلبة. مناحيم بيغن من كتابه "الثورة".