نجاة الهالكين

ركز أهل البيت (عليهم السلام) على أهم المسائل التي تربط المؤمن بهم في كل عصر وفي أي ظرف كان، ألا وهي المعايشة والإرتباط الحقي بجمالهم ونورهم المقدس؛ هذا كله متوقف على معرفتهم بالمعرفة النورانية، المعرفة الإلهية لمقام الحقيقة المحمدية، وبمعرفة مراتبها، نعرف هذا عندما نغرف من بحار خطب أمير المؤمنين رضي الله عنه عندما يعرفنا نفسه الإلهية، وحقيقته الربانية، التي لا تدركها عقول الأنبياء والرسل والأوصياء سوى حبيبه النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم). وهذا الكتاب جاء معرّفاً ومبيّناً رشحات ما طفح من سيل ما انحدر من مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، موضحاً أهم مقامات الحقيقة المحمدية، فهو كتاب فريد نادر في بحثه، خطه يراع كان فكره سيالاً بفيض معارف آل محمد (عليهم السلام)، فكان دستوراً لامعاً، يحكي أسراراً لا تدركها أصفى عقول البشرية أجمع.ومما كسى الكتاب حلة وجمالاً، التعليقات الزاخرة، التي بينت الكثير من النكات واللفتات الدقيقة؛ التي تهمع على القلوب فتزيدها خشوعاً، وتبرق على العقول فتزيدها بصيرة.