يتحدث هذا الكتاب عن الحنابلة في بغداد خلال نهاية القرن الرابع للهجري، متتبعاً في بابه الأول تطور التفكير الإسلامي حتى القرن الرابع الهجري، مستكشفاً الخطوط العامة التي سار فيها هذا التفكير والمؤثرات التي لابست وجوده وظلت معه فترة طويلة من الزمن من نضج واستقل بنفسه، مستعرضاً نشأة التأويل وتطوره.واتجه الباب الثاني إلى شخصية الإمام ...
قراءة الكل
يتحدث هذا الكتاب عن الحنابلة في بغداد خلال نهاية القرن الرابع للهجري، متتبعاً في بابه الأول تطور التفكير الإسلامي حتى القرن الرابع الهجري، مستكشفاً الخطوط العامة التي سار فيها هذا التفكير والمؤثرات التي لابست وجوده وظلت معه فترة طويلة من الزمن من نضج واستقل بنفسه، مستعرضاً نشأة التأويل وتطوره.واتجه الباب الثاني إلى شخصية الإمام أحمد بن حنبل موضحاً عربيته وتأثيرها وأخلاقه وثقافته، ثم تحدث عن بيئته وعصره الذي بدا فيه العالم الإسلامي يأخذ طريقه إلى النضج وكثرة الجدل حول المشاكل السياسية والعقدية فكان هناك الفرق الإسلامية التي حددت موقف الإمام أحمد منها من واقع المحنة التي مر بها الإمام. ثم عرض بعد ذلك لموقف الإسلام من العقيدة والتشريع والفقه، وقد تناول مكانة في تاريخ السنة والجهود التي أنفقها في جمعها وترتيبها وعن طريقته في قبول الدين أو رده وحجية كتابة المسند.ثم انتقل في الباب الثالث للحركة الحنبلية بعد الإمام أحمد، إذ ارتفع صيت الحنابلة وعلا شأنهم بعد رفع المحنة وخذلان المعتزلة على يد الخليفة المتوكل، ثم أشار إلى تقنت الحركة الحنبلية لأن من المخالفين للإمام من اعتمد على ظاهر النص وأسرف في هذا الاعتماد حتى اتهم بالتشبيه، ورأى بعض من المخالفين للإمام والذي لم يصرح بهذا تفصيلاً أنه لا بد أن يشترك العقل في فهم النص، ووضح موقف الحركة الحنبلية من التطور الفكري الإسلامي معتمداً على الحوادث والنصوص. وعرض موقف الحنابلة لكل من يختلف معهم في مسائل لكسب المعرفة وفي تطبيق أصول هذه المعرفة على فهم النص القرآني سواء ما كان منه متصلاً بالتشريع أم العقيدة،وتناول الحنابلة والظاهرية أيضاً موضحاً اتفاقهم في منهجية التفكير واختلافهم في تفسير مشكلة خلق القرآن ثم عرض لموقف الحنابلة من الصوفية، ثم من الأشعرية مبيناً مناهضة الحنابلة القوية لكل حركة من شأنها أن تسرف في التأويل، وأن تحمل اللغة أكثر مما تحتمل وأن تحاول أن تصنع مصطلحات تفسر بها النصوص تفسيراً يؤيد اتجاهاً خاصاً أو مذهباً معيناً.