يعد الإعلام اليوم من أهم الأدوات المحركة للشعوب من جميع النواحي السياسية، والاقتصادية والاجتماعية. فالعملية الإعلامية هي عملية تطور فكري يزداد تأثيرها يوماً بعد آخر في حياة المجتمعات وتتعقد الآثار التي تـتركها على كل مفردات الحياة الإنسانية من تأثير على المعتقدات بمختلف اتجاهاتها إلى التأثير على القيم والأنساق القيمية في محاولة ...
قراءة الكل
يعد الإعلام اليوم من أهم الأدوات المحركة للشعوب من جميع النواحي السياسية، والاقتصادية والاجتماعية. فالعملية الإعلامية هي عملية تطور فكري يزداد تأثيرها يوماً بعد آخر في حياة المجتمعات وتتعقد الآثار التي تـتركها على كل مفردات الحياة الإنسانية من تأثير على المعتقدات بمختلف اتجاهاتها إلى التأثير على القيم والأنساق القيمية في محاولة منها لمزج أفكار المجتمعات الإنسانية بعضها ببعض وصولاً إلى عولمة هذه الأفكار انتهاء إلى تحقيق المكاسب المادية التي تسعى جميع وسائل الإعلام إلى تحقيقها، وفي خضم التقدم العلمي والتكنولوجي السريع الذي نعيشه الآن وانتشار القنوات الفضائية القادرة على تخطي الحواجز الجغرافية والسياسية وتجاوز الرقابة التقليدية وتنامي قوة المنافسة بينها على استقطاب المشاهدين، مما جعل المشاهد يواجه كماً هائلاً من الصور والافكار والبرامج والرؤى لم تكن معتادة لديهم في البيئة المحلية الخاضعة للرقابة الرسمية، لقد أصبحت مشاهدة هذه القنوات متاحة ومتيسرة للمتلقي وأصبح التعرض للقنوات الفضائية بين أوساط الجمهور العربي يتحرك وسط مئات الخيارات المتاحة من القنوات والاتجاهات الفكرية، وهو الأمر الذي يترتب عليه انعكاسات متباينة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن بين هذه الخيارات المتعددة المتاحة قنوات الجنس الفضائية التي تبث على العديد من الأقمار التي يصل بثها إلى العالم العربي والتي أصبحت من بين خيارات التعرض في اوساط الجمهور العربي بمختلف شرائحه وطبقاته واعماره في مناطق ذات مستويات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة ومتباينة مما أصبح يشكل ظاهرة جديدة وجد الباحث انها تستحق الدراسة لاكثر من سبب، اول هذه الأسباب التعرض المتزايد لهذه القنوات في اوساط الجمهور العربي ثانيهما النسق القيمي للمجتمع العربي النابع من الدين والعادات والاعراف والتقاليد والتي تتنافى مع هذا التوجه وثالثهما- ولعله الاخطر – وهو دور هذه القنوات في احداث التغير في النسق القيمي الاجتماعي، ونظراً لان تغير القيم هو اخطر ما يمكن ان تتعرض له أساسيات المجتمع فقد توجهنا لدراستها بصياغه عنوان دقيق اذ آثرنا استعمال مصطلح (التغير)، وليس التغيير للفرق الواضح بين المعنيين،كذلك استعمال حرف الجر (في) قبل عبارة النسق القيمي الاجتماعي اذ يجعل حرف الجر المعنى مختلفاً تماماً عن المعنى بدونه، وانطلاقاً من هذا العنوان ضم الكتاب فصولاً اربعة تضمن الفصل الأول منها التعرض للتلفزيون وتغير النسق القيمي الاجتماعي اذ احتوى هذا الفصل البنية المفاهيمية لمصطلح التعرض. والقيم والنسق القيمي التعريف والمفهوم ودورالتلفزيون في التغير النسق القيمي الاجتماعي وقد قسم بدوره إلى: أولاً نظريات التأثير والاتصال الاقناعي وثانياً التلفزيون وتغير النسق القيمي الاجتماعي كذلك احتوى هذا الفصل التلفزيون والتغير الاجتماعي. اما الفصل الثاني فقد كرس لقنوات الجنس الفضائية اذ تناول البنية المفاهيمية للجنس والإعلام المتخصص التعريف والمفهوم وقنوات الجنس الفضائية ونظرية الغرس الثقافي أما الفصل الثالث فقد تضمن مشاهدة قنوات الجنس الفضائية والاشباعات المتحققة اذ تناول البنية المفاهيمية للجمهور المتلقي ونظرية الاستخدامات والاشباعات اما الفصل الرابع فتضمن الدراسة الميدانية والنتائج.