إذا رجعنا إلى أبعد تواريخ عصرنا أدركنا أن سلطة القوط، والقرطاجيين، والرومان، لم تفق قطعا سلطة العرب. فقد خرج هؤلاء (البرابرة) من بلادهم بقيادة ابيهم محمد، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وآخرين من رؤساء ملتهم، فتغلبوا على عدد لا يكاد يعدُّ من الشعوب، أرغموهم على انتحال عاداتهم واعتناق ديانتهم. انتزعوا أولا من يد الرومان المناطق ال...
قراءة الكل
إذا رجعنا إلى أبعد تواريخ عصرنا أدركنا أن سلطة القوط، والقرطاجيين، والرومان، لم تفق قطعا سلطة العرب. فقد خرج هؤلاء (البرابرة) من بلادهم بقيادة ابيهم محمد، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وآخرين من رؤساء ملتهم، فتغلبوا على عدد لا يكاد يعدُّ من الشعوب، أرغموهم على انتحال عاداتهم واعتناق ديانتهم. انتزعوا أولا من يد الرومان المناطق الثلاث في الجزيرة العربية، ثم فتحوا بلاد الشام، وفارس، والهند، عاصفين بعالم الآداب الذي كان مزدهرا فيها، فقتلوا وأحرقوا كل شيء وغمروا أقطار آسيا وإفريقيا وأروبا مآسي، أضف إلى هذه الفتن تخريب المعابد وتدنيس الحرمات، وتضليل الأمم، ثم إن طموح هؤلاء المسلمين قد تزايد، ورأوا أن إحراز نصر سيفتح أمامهم السبيل إلى نصر آخر، وسيحطمون بالتالي عقيدة المسيح، ويقيمون عقائدهم في العالم النصراني، لذلك وجهوا أسلحتهم ضد اليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، فهاجموا بحرا وبرا ونشروا أصداء شجاعتهم بكيفية جعلتهم يحملون الرعب إلى القلوب في كل مكان، وترتجف منهم فرائص جميع ملوك الأرض.