نبذة النيل والفرات:أصبحت المذاهب السياسية مبعث جدل وحرب كلامية في جميع أنحاء العالم، فترى النقاش حامي الوطيس حولها في الجوانب والمكاتب، وأماكن العبادات، والمدارس، والمعاهد، والأسواق. بل ما أكثر المقالات التي دبجت والخطب التي ألقيت، من استهجانها واستحسانها على السواء. وكم من قوانين سنت، ولوائح صدرت، وكم من حملات بوليسية نظمت، وكل...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:أصبحت المذاهب السياسية مبعث جدل وحرب كلامية في جميع أنحاء العالم، فترى النقاش حامي الوطيس حولها في الجوانب والمكاتب، وأماكن العبادات، والمدارس، والمعاهد، والأسواق. بل ما أكثر المقالات التي دبجت والخطب التي ألقيت، من استهجانها واستحسانها على السواء. وكم من قوانين سنت، ولوائح صدرت، وكم من حملات بوليسية نظمت، وكلها تهدف إلى فرض نوع معين من الاتجاه الفكري، حتى ازدحمت المعتقلات، بمن حامت حولهم الشبهات، لأنهم كانوا يفكرون لأنفسهم تفكيراً حراً طليقاً من كل قيد. ووصلت المعركة الكلامية إلى مشارق أميركا ثم عبرتها، واتقدت حذوتها، دون أن تنصح لها نتيجة أو نهاية، وعمت فوضى الاتهامات، وتجددت مطاردة السحرة والمشعوذين، وتحولت حديثاً إلى مناطق كبيرة ترى فيها طبقة تحرم على الناس أن يفكروا إلا على غرار تفكيرهم هم وبما أن للإنسان حق حرية الاختيار وحق التفكير المجرد عن كل خلفيات مشبوهة كان لا بد من هذا الكتاب الذي يعرف القارئ بحقيقة هذه المذاهب دون مواربة، وخالية من التنميق، ليكون لها في نفسه وقعاً أبلغ أثراً.وهذا ما رمى إليه المؤلف حيث وضع فيه لتلك المذاهب وصفاً مختصراً مفيداً، دون ترجيح رأي على رأي، ودون التحامل فيه على مذهب معين، بل هو ترك ذلك للقارئ فيكون بذلك حداً في تكوين رأيه الخاص وحكمه المجرد على كل مذهب من هذه المذاهب. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب تيسم بظاهرة فريدة تتجلى في طريقة وضعه حيث اعتمد فيها المؤلف على أحدث الأبحاث النفسانية من فن القراءة وعلم الاطلاع، وهي الأبحاث التي تقضي نقل الأفكار مجردة، مما يتيح للقارئ متعة عند متابعته القراءة من هذا الكتاب.