هذا هو الديوان الثاني للشاعرة بعد ديوانها الأول «أقدام خفيفة»، والذي لاقي ترحيبًا نقديا ومغامرة من شعراء الجيل الجديد، وقد وصف قصائده الناقد المغربي الدكتور محمد برادة بأنها «تتميز بحساسية مرهفة وكلمات تتسلل إلي الأعماق، إلي حيث تختبئ أحزاننا القديمة والجديدة لتجعلها تطفو علي السطح، بل ولتبددها في آن»، ووصفت الكاتبة صافي ناز كاظ...
قراءة الكل
هذا هو الديوان الثاني للشاعرة بعد ديوانها الأول «أقدام خفيفة»، والذي لاقي ترحيبًا نقديا ومغامرة من شعراء الجيل الجديد، وقد وصف قصائده الناقد المغربي الدكتور محمد برادة بأنها «تتميز بحساسية مرهفة وكلمات تتسلل إلي الأعماق، إلي حيث تختبئ أحزاننا القديمة والجديدة لتجعلها تطفو علي السطح، بل ولتبددها في آن»، ووصفت الكاتبة صافي ناز كاظم الشاعرة بأنها «لا تتساءل ولا تتعجب، إنها حزن مستقر بأقدام خفيفة».وفي هذا الديوان، تواصل الشاعرة عزفها علي الوتر الإنساني عبر ثلاثين قصيدة قصيرة، هي من تفاصيل الحياة الإنسانية بعلاقاتها البسيطة والمعقدة معًا، مسحات من الحزن الشفيف والتساؤل المعجز، الذي لا يبحث عن يقين بقدر ما يشير إلي مواطن الدهشة بين العادي والمألوف في سلوكنا اليومي، نقرأ في «علاقة حميمة»: ذات مساء/ اصطدم بسعادتي/ أزاحها/ وجد حزنًا/ أبعده/ فوجئ بثورة/ أخمدها/ وجد يقينًا/ داعبه/ فظهرت عجوز نائمة/ غطاها بردائه/ قائلا/ تصبحين علي خير.نقرأ أيضًا في «دور الدمية»:في مثل عمري/ كانت تجر خلفها خمسة أطفال/ والصغيرة لا تري أمامها/ سوي غابة من السيقان/ كانت أنا/ وكان أمرًا عبثيا/ أن أبحث عن أشيائي المفقودة/ في فوضي الغرف/ المعبأة ببطولاتهم الوهمية/ كان يجب أن أرضي بدور الدمية/ التي يقذفون بها في الهواء/ فتصدر ضحكات/ قصيرة/ متكررة/ بريئة/ أو تبدو كذلك.علي هذا النحو تمضي قصائد الديوان، احتفاء بالتفاصيل، باليومي والآني دون التمحك في قضايا كبري، لكن هذا اليومي والآني هو ذاته، الذي يصوغ معاني حياتنا كلها.