من هذه الروايةعرفت ، في تلك الليلة ، وحدة الانسان وحزنه الدفين ومياه أنهاره التي ربما فاقت كثافة هذا البحر الواسع ... الم تعبر كسندرا مياه بحر مدينتها طروادة مثقلة القيد والروح ، إلى شاطئ مدينة ملك آخر ، على ظهر سفينة ، لتتركها بعدها الى أرض لم تكن أرضها ، ولتقف وحيدة صامتة - ولكن غير باكية - امام جلاد تعاظمت قسوته ، كونه لم ينط...
قراءة الكل
من هذه الروايةعرفت ، في تلك الليلة ، وحدة الانسان وحزنه الدفين ومياه أنهاره التي ربما فاقت كثافة هذا البحر الواسع ... الم تعبر كسندرا مياه بحر مدينتها طروادة مثقلة القيد والروح ، إلى شاطئ مدينة ملك آخر ، على ظهر سفينة ، لتتركها بعدها الى أرض لم تكن أرضها ، ولتقف وحيدة صامتة - ولكن غير باكية - امام جلاد تعاظمت قسوته ، كونه لم ينطق فاسه حرفا من لغة أهلها ؟..كنت قد بلغت باب الغرفة وانا ما زلت أتعكز على الرخو من عظام ركبتي . لكنني ، مثلها كسندرا ، لم استطع ان استجدي عطف السماءلكن كل ما اذكره من محنة المعرفة ايقظ في ذاكرتي البعيدة روح الملاحم وشخصياتها لتصبح قريبة حتى اقصى درجات الواقعية .دنوت منها كما ادنو من نفسي ، وعرفت ان التيه ليس بالضرورة محكوما على شخوص الاساطير وانصاف الهتهم ، بل هو حكر دائم علينا نحن ممن تجرأ على غواية مغامرة الحي فينا .