ببراعة الحاوي تمكن التجار ومدعو النبوة تحويل اتجاهات الناس فبدلُا من يومياتهم البريئة المبهجة المملوء بكارة وحبًا أصبحوا آلات صماء تجري في الشوارع لتنحشر بالباصات ليحصلوا على فقدان جديد لغرائزهم البشرية، أين الاستمتاع بالأمل وعشق الحياة وأحاسيس البهجة التي كانت تملؤنا ونحن نغني ونرقص ابتهاجًا بالحصاد. لماذا تركوا جماعات من الناس...
قراءة الكل
ببراعة الحاوي تمكن التجار ومدعو النبوة تحويل اتجاهات الناس فبدلُا من يومياتهم البريئة المبهجة المملوء بكارة وحبًا أصبحوا آلات صماء تجري في الشوارع لتنحشر بالباصات ليحصلوا على فقدان جديد لغرائزهم البشرية، أين الاستمتاع بالأمل وعشق الحياة وأحاسيس البهجة التي كانت تملؤنا ونحن نغني ونرقص ابتهاجًا بالحصاد. لماذا تركوا جماعات من الناس تسمى سماسرة ومهلبتية أن ينتحلوا حمل الأمانة زورًا ويتحكمون في كل شيء ويحددون معاني الجمال والقبح ويضعون فواصل وطرقًا صغيرة للسير فيها ويصنعون الحوائط والأسقف لنتحول جميعًا لفئران تحيا وسط الشقوق وتخاف من النور؟! تركنا أنفسنا لتنهش روحنا الذئاب والكلاب كأننا لحمة عفنة فخسرنا أنفسنا حين خسرنا دين الحب وقبلنا أن نستبدل النعناع الطبيعي الذي كانت رائحته تملأ سماء البلدة بروائح نتنة تملأ الآن كل المنازل والشوارع والحواري ونترك الصبية في الشوارع ببلادة لتبيعها بزجاجات صغيرة علها تعطر رائحتنا العفنة؟ أي عطر يمكن أن يغير رائحتنا الآن بعد أن حبسنا الورد داخل زجاجات أنيقة؟ كان الشيخ "محمود عتابي" يحكي معنا بخطبة يوم الجمعة عن الأمان والعشق، لم يكن يتفوه أبدًا إلا بالجنة التي نحيا فيها وتنتظرنا في الآخرة لم نكن نسمع في خطب المساجد القديمة أي كلام عن الغل والنار والجشع والتجار.. كان الحب الذى يشع من أشجار الياسمين خلف المساجد كفيلًا بطرد الشر وغلق مجاري جهنم.