سعى قدري طوقان في مؤلفاته العديدة إلى إبراز قيم الحضارة العربية والعقل العربي وإلقاء الضوء على الجهد الحضاري الكبير الذي قدمه العرب للحضارة الإنسانية. وقد تخصص تقريباً في دراسة مؤلفات العلماء والفلاسفة العرب الذين أضاءوا العالم من حولهم وإن كان البعض يروج أفكاراً مفادها أن العرب لم يقدموا للعالم علماء بمنزلة العلماء الغربيين الذ...
قراءة الكل
سعى قدري طوقان في مؤلفاته العديدة إلى إبراز قيم الحضارة العربية والعقل العربي وإلقاء الضوء على الجهد الحضاري الكبير الذي قدمه العرب للحضارة الإنسانية. وقد تخصص تقريباً في دراسة مؤلفات العلماء والفلاسفة العرب الذين أضاءوا العالم من حولهم وإن كان البعض يروج أفكاراً مفادها أن العرب لم يقدموا للعالم علماء بمنزلة العلماء الغربيين الذين كانت لهم مكانة علمية كبيرة.وفي فصول كتبه التي يجمعها هذا المجلد يقدم طوقان لمحات من عبقرية العرب وتفوقهم في شتى العلوم والفنون. فيعرض لمآثرهم في الطب والصيدلة والكيمياء والنبات والطبيعة والرياضيات والفلك والجغرافيا. أما في الكتاب الثاني (مقام العقل عند العرب)، فيعرض المؤلف لمفهوم العقل كما هو مبين في التراث العربي ويركز البحث على تمجيد العرب للعقل حيث دعا بعض علمائهم إلى محاربة الخرافات والتنجيم.ومنهم من قال بسلطان العقل وبالغوا فيه وقد حصر المؤلف بحثه في النواحي التي تدلل على الطريقة العربية في البحث والإنتاج الفكري والعلمي. ويذهب المؤلف إلى أن مواهب العرب لن يقدر لها أن تتحرك من جديد ولا لقابلياتهم أن تثمر وتنتج ولا لمجتمعهم أن ينهض ويثمر إلا إذا تحرروا تحرراً كاملاً من الاستعمار ولن يقدر لهم ذلك إلا إذا آمنوا بحرية الفكر وطبقوها وجعلوا للعقل مجالاً واسعاً في أحكام الفقه.