برغم العلاقات المتينة والتحالف الإستراتيجي الأمريكي السعودي على مستوى الأمن والنفط، وبرغم الارتباط البراغماتي والعاطفي بين الرياض وواشنطن، إلا أن الأزمات والحروب والطموحات كانت حاضرة وسبب توترات سياسية بين الأصدقاء في ظل رغبة سعودية بممارسة دور إقليمي فاعل مستقل مقابل قوى المنطقة، لاسيما وأنها تملك موارد ومقومات الريادة الإسلامي...
قراءة الكل
برغم العلاقات المتينة والتحالف الإستراتيجي الأمريكي السعودي على مستوى الأمن والنفط، وبرغم الارتباط البراغماتي والعاطفي بين الرياض وواشنطن، إلا أن الأزمات والحروب والطموحات كانت حاضرة وسبب توترات سياسية بين الأصدقاء في ظل رغبة سعودية بممارسة دور إقليمي فاعل مستقل مقابل قوى المنطقة، لاسيما وأنها تملك موارد ومقومات الريادة الإسلامية.بسبب حرب الستة أيام في يونيو 1967، وجدت الرياض في باريس مخرجاً سياسياً تلجأ إليه وتمارس عبره الضغط على الحليف الأمريكي عند حدوث الأزمات السياسية خصوصاً المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، في ظل توجه فرنسا ديغول بخروج باريس من العباءة الأمريكية ومحاولة خلق توازن قوى عالمي عبر قيادة أوربا.في هذا السياق السياسي المعقد يستعرض الدكتور فيصل المجفل العلاقات الفرنسية السعودية وتأثير المتغير الأمريكي الحليف للرياض وباريس في نفس الوقت عبر محاولة دراسة سلوكيات القادة على مستوى صناعة القرار الفرنسي والسعودي، وعبر تحليل السياسة الخارجية للرياض ولباريس والأدوات والأشخاص والتوجهات المؤثرة حيث استعراض مرحلة كل ملك سعودي ورئيس فرنسي منذ قيام الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958 وحتى عام 2012.هناك شخصيات سياسية واقتصادية على مستوى عال شاركوا في هذا الكتاب بآرائهم وتفسيراتهم للأحداث مثل ولي العهد السعودي الأمير سليمان بن عبد العزيز، النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير الوليد بن طلال، وشخصيات سياسية أخرى تم تحليل سلوكها السياسي ودورها في العلاقات الفرنسية السعودية مثل الرئيس اللبناني رفيق الحريري.إن هذه الدراسة تتعلق بالدولة السعودية الثالثة التي تشكلت عام 1932، وتستعرض العلاقات الفرنسية السعودية بعد أحداث سبتمبر في مقدمة وثلاثة أبواب. ويعتبر حدث هجمات سبتمبر المتغير السياسي في هذه الدراسة، حيث تستعرض الدراسة العلاقات الفرنسية السعودية قبل أحداث سبتمبر، وبعده، وترصد التغيرات السياسية والاقتصادية الثنائية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية.واستناداً إلى ما تقدم ذكره توزعت الدراسة على العناوين الآتية: المقدمة وتتحدث عن: العلاقات الفرنسية السعودية في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن 1932 - 1953 ، يتبع ذلك ثلاثة أبواب توزعت على ستة فصول: الباب الأول: دور الأزمات السياسية في بناء العلاقات الفرنسية السعودية ويضم: الفصل الأول: البدايات السياسية الفعلية للعلاقات بين باريس والرياض: لقاء الملك فيصل والرئيس ديجول والصراع العربي الإسرائيلي. الفصل الثاني: العلاقات الفرنسية السعودية بعد الملك فيصل: الاقتصاد ومن ثم السياسة.الباب الثاني: أحداث سبتمبر والتغيرات البنيوية في العلاقات الفرنسية السعودية ويضم: الفصل الثالث: تأثير محنة أحداث سبتمبر، المسؤولية السعودية والحملة الإعلامية الفرنسية ضد الرياض على العلاقات الفرنسية السعودية. الفصل الرابع: العلاقات الفرنسية السعودية على ضوء ملفات المنطقة الصعبة (الملف الفلسطيني - الملف اللبناني - الملف الإيراني).الباب الثالث: الأبعاد الجديدة في العلاقات الفرنسية السعودية بعد أحداث سبتمبر ويضم: الفصل الخامس: التحولات السلوكية في العلاقات الفرنسية السعودية. الفصل السادس: الأبعاد الجديدة في العلاقات الفرنسية السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر. وأخيراً خاتمة عامة وخلاصات.
