شهداء النهضة العربية هم نخبة من رموزنا وأعلامنا، وهم الذين لمست الحياة المريرة قلوبهم بجمرة مشتعلة، فاتقدت قلوبهم بالنار، وهم الذين نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل القومية العربية، واليقظة الفكرية والتحرر من قيود العزلة، وكأنهم خلقوا لغيرهم، ليصوغوا من شقائهم وإبائهم وبؤسهم ومرارة حياتهم قناديل هدى ومشاعل نور، يُغيرون ما اسودّ من وج...
قراءة الكل
شهداء النهضة العربية هم نخبة من رموزنا وأعلامنا، وهم الذين لمست الحياة المريرة قلوبهم بجمرة مشتعلة، فاتقدت قلوبهم بالنار، وهم الذين نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل القومية العربية، واليقظة الفكرية والتحرر من قيود العزلة، وكأنهم خلقوا لغيرهم، ليصوغوا من شقائهم وإبائهم وبؤسهم ومرارة حياتهم قناديل هدى ومشاعل نور، يُغيرون ما اسودّ من وجه التاريخ في زمن غلب فيه السواد على معظمه. إن قصة حياتهم صفحةٌُ رائحةٌ من صفحات اليقظة العربية الحديثة. عشقوا الحرية، وأيقنوا أن الرؤية الصحيحة لمسار الحركة التاريخ هي الثورة، وأنها الوعي الحقيقي لتقدم المجتمع ونهضة، فلم يتقبلوا الواقع المر بل تمردوا عليه ورفضوه، وتأججت في نفوسهم شعلة الثورة وضحوا من جلها بكل ما يملكون، من أجل انطلاقة جديدة ووثبة عارمة حتى تنهض الأمة لاسترداد مكانتها تحت الشمس.وكشفت هذه الدراسة عن صفحات من تاريخ العرب الحديث كانت مطوية، سواءً أكانت وثائق أم مخطوطات أم مقالات غير متداولة، أو حقائق غير معروفة.وهذه الدراسة في سيرة الشهداء كانت حصيلة سفرات متعددة إلى مكتبات عدة: مكتبة الأسد، والمكتبة الظاهرية، ومكتبة حلب في سوريا، ومكتبة الجامعة الأمريكية في لبنان، ومكتبة إستانبول في تركيا، ومكتبات الأردن، مكتبة الجامعة الأردنية ومكتبة أمانة عمان الكبرى ومكتبة شومان، والمكتبة الوطنية.وبعد أخي القارئ لا أريد أن أتحدث عن الشقاء التعب والصبر في هذه الدراسة، فأنا مؤمن بأنها – وحدها – كفيلة بتقديم نفسها إليك.