عزم الدكتور فهمي النجار أن يتناول بالدراسة والبحث آراء ابن تيمية (ت 728هـ) النفسية؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قمة في التزام الإسلام والاستقاء من الكتاب والسنة، وله آراء نفسية كثيرة ومتنوِّعة في تراثه الواسع، ونحن نعلم أيضًا أنه من أكثر أعلامنا تأليفًا، وقد تولى الإمام ابن القيم (ت 751هـ) استقراء كتبه وألف في ذلك رسالة، وكذلك الإ...
قراءة الكل
عزم الدكتور فهمي النجار أن يتناول بالدراسة والبحث آراء ابن تيمية (ت 728هـ) النفسية؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قمة في التزام الإسلام والاستقاء من الكتاب والسنة، وله آراء نفسية كثيرة ومتنوِّعة في تراثه الواسع، ونحن نعلم أيضًا أنه من أكثر أعلامنا تأليفًا، وقد تولى الإمام ابن القيم (ت 751هـ) استقراء كتبه وألف في ذلك رسالة، وكذلك الإمام ابن عبد الهادي (ت 744هـ). ولا يعلم أحدًا تصدَّى لاستقراء آراء ابن تيمية النفسية؛ نعم تناول الشيخ العلامة محمد أبو زهرة (ت 1394هـ) دراسة آراء ابن تيمية الفقهية، وتناول الشيخ مصطفى عبد الرازق (ت 1366هـ) إلمامة بفكر ابن تيمية الفلسفي إجمالًا وبقي الميدان فارغًا لدراسة آراء ابن تيمية النفسية، مع الحاجة الماسّة إلى الكشف عن هذه الآراء والأفكار لأسباب كثيرة ملحة. وقد تناول مؤلِّفون الكشف عن آراء عدد من الأعلام في تاريخنا الإسلامي من الناحية النفسية، ولكن بقي فكر ابن تيمية النفسي ينتظر من يكشف عنه، فندب الدكتور النجار نفسه لهذا الأمر المهمّ. وقد تناول الدكتور النجار الموضوع بمنهجية علمية، فقد قرأ مظانّ الآراء النفسية لابن تيمية من تراثه الضخم الزاخر، واستخرج منه في هذا الكتاب آراء شيخ الإسلام في (العقل) وما يتصل به، ونلاحظ أنه يرجع إلى كتب ابن تيمية نفسها لا إلى مراجع كتبت عن ابن تيمية من الناحية النفسية؛ لأن هذا هو المنهج الصحيح من جهة، ولأنه لا توجد كتب تصدَّت للكشف عن الفكر النفسي لشيخ الإسلام رحمه الله كما نوه سابقًا.