مستقبل الحرية ؛ الديمقراطية الضيقة الآفاق في الداخل والخارج

يلقي هذا الكتاب الواسع الرواج والإطار الضوء على أثر الديمقراطية في سياستنا، واقتصادنا، وعلاقاتنا الاجتماعية. يتحدانا لوضع الحريّة الإنسانية في مرتبة أعلى من مذبح الديمقراطية إن في داخل الولايات المتحدة أو خارجها. ويناقش الملحق بناء ديمقراطية مستدامة في العراق.كتاب يتحدى العقل السياسي الغربي والامريكيلقد اختارته" النيويورك تايمز" كأبرز كتاب عام 2004 ونوهت به صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور عام 2003، وفي العام 2003 ايضاً كان على رأس القائمة التي وضعتها صحيفة ال"شيكاغو تريبيون"... هذا ما يمكن أن نقوله باختصار عن كتاب "مستقبل الحرية" لفريد زكريا والذي صدرت ترجمته حديثًا عن مجالات توزيع الشركة العالمية للكتاب في بيروت. لقد أجمع عدد كبير من المفكرين والسياسيين البارزين في الولايات المتحدة الاميركية على أن "مستقبل الحرية" هو الكتاب/الحدث الذي تكلم مؤلفه بجرأة وعمق نادرين عن الديمقراطية ذات الآفاق الضيقة التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية سواء في الداخل أم في الخارج. فاذا كان برنارد لويس قد اعتبره كتابا استفزازيا، فان هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميركية الأسبق، ذهب الى ان مؤلف الكتاب، فريد زكريا، هو احد أكثر الكتاب الشباب الرائعين "وقد انتج هذا الكتاب الساحر-كما يقول- والذي يدفع الى التفكير حول تأثير المبادئ الدستورية الغربية على النظام العالمي" في حين أعتبر صموئيل هنتنغتون ان كتاب فريد زكريا "مستقبل الحرية" هو أحد أهم الكتب التي ظهرت خلال عقد من الاتجاهات السياسية العالمية ورأى هنتنغون في الكتاب المذكور ميزة رائعة تتمثل في تحليله الجدي الذي يقدم دروسا وعبرا لكل المهتمين بمستقبل الحرية في العالم. ان أي قارئ مطلع لابد وأن يلاحظ مقدار الجهد الذي بذله المؤلف، وبأسلوب علمي رصين، من أجل الاضاءة على مسار الديمقراطية الاميركية في هذا العصر. فالمؤلف استطاع من خلال هذا الكتاب أن يبرهن على مدى الضرر أو مجموعة الاضرار التي تسببها الديمقراطية ذات الافق الضيق سواء في المجال السياسي لأو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي. ان هذا المسار "الديمقراطي" كما يحاول المؤلف أن يقول، هو شديد الخطورة ليس على بلد بمفرده وانما على البشرية جمعاء وعلى ما يسمى النظام العالمي برمته. وهو هنا يتحدى العقل السياسي الغربي والاميركي بأن يضع الحرية في مرتبة اكثر انسانية وأكثر تحضرا حيث يرى الكاتب أن ما يمارس اليوم ليس اكثر من مذبحة للديمقراطية وللحرية معاً. ان كتاب "مستقبل الحرية" لفريد زكريا والذي نقلته الى العربية مجالات مؤخراً لهو كتاب ممتع، وشيق ، ويتضمن نظرة ثاقبة في السياسة الخارجية، كما ان تفكير المؤلف واسلوبه يشيران الى تبصر عميق بالتاريخ والسياسة والاقتصاد وهو ملم بكثير من التفاصيل والمعلومات الموثقة حول العديد من الاحداث الدولية.