صدر عن منشورات المتوسط المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة المصرية آلاء حسانين، والتي حملت عنوان: "يخرج مرتجفاً من أعماقه". ومنذ عتبة الإهداء نكتشف وفق تصريح الشاعرة استحالة "تخيُّلِ حياةٍ لا يتمكَّن فيها المرءُ من أن يقتُلَ نفسه". كلماتٌ بيضاء نُحتت على خلفية سوداء مُوجَّهة إلى طبيبٍ نفسي "كان بلا فائدة معظم الوقت". ولا يمكن قبلها ...
قراءة الكل
صدر عن منشورات المتوسط المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة المصرية آلاء حسانين، والتي حملت عنوان: "يخرج مرتجفاً من أعماقه". ومنذ عتبة الإهداء نكتشف وفق تصريح الشاعرة استحالة "تخيُّلِ حياةٍ لا يتمكَّن فيها المرءُ من أن يقتُلَ نفسه". كلماتٌ بيضاء نُحتت على خلفية سوداء مُوجَّهة إلى طبيبٍ نفسي "كان بلا فائدة معظم الوقت". ولا يمكن قبلها إغفال العنوان الذي جاءت فيه كلمة "مرتجفاً" مرتجفةً بالتشكيل البصري، مما يمنحنا إيحاءات صريحة منذ البداية عن سوداويةٍ ماثلة عبر قصائد تضيئها لغةٌ ناصعة، صقلتْها التجربة لتتجاوز عقبة البدايات، فاتحةً المجال لانتكاسات النفس وجرأتها على التساؤل الجارح في عالم لا مُبالٍ، مشغول بلملمةِ أشلائه. في هذا الوقت تقول آلاء:كنتُ أكبرُ وحدي..هكذاكظلٍّ،يتمدَّدُ على جدار.ألاء حسانين تتجاوز بلُغتِها الشعرية التي تتسلَّل تحت الجلد ككائنات معدنية حادة، التصنيفات الجندرية مُمزِّقة بذلك الجسد كقفص اتهام، مستبدلةً أناها المؤنَّثة بأناوات متعدِّدة لا يسعُها إلا الشعر، وتكتب في المقابل عن أشيائها الحميمة، عن الرفاق الميِّتين، عن الأمَّهات والآباء اللاَّمبالين، الذين غالباً ما يغادرون، عن قلبٍ تحاول ترويضه، وانتحار تُربِّيه في صمت، عن حياتها المثقوبة التي لا تُبحر.. وكأنَّ حلقها مكتظٌّ برثاء طويل وصوتها الشعري يخرج فعلاً مرتجفاً من أعماقه.تقول حسانين:أريدُ أن أصيرَ طريقًاوعتبةً قديمةوغُرابًا أسود.لكنّ طبيبي يقول:الإنسانُ لحمٌ ودم،ولهذا أشعرُ بالتّعفّن،والكَدَمَاتُ الزرقاءُ في قلبيمحضُ لحمٍ فاسد."يخرج مرتجفاً من أعماقه" مجموعةٌ شعرية أولى لآلاء حسانين صدرت ضمن سلسلة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية. جاءت المجموعة في 224 صفحة من القطع الوسط، وضمَّت 52 قصيدة، تمكَّنت من خلالها طالبة الأدب الانجليزي والترجمة، ذاتِ 21 عاماً، من ترويض الألم والوصول وإنْ بقدميْن متورِّمتين إلى حافة العالم، هناك حيث تجلس الآن تنتظر بمتعةٍ نهايته.