رمش إيل

لم يجدها نائمة مرة واحدة.. امرأة يضوع عبيرها في سكون الليل.. تستحم وتعطر جسدها بزهر البرتقال أو الليمون.. وأحياناً بماء الجوري أو الياسمين. عباءة حريرية تنساب بنعومة على عُريّها المرتعش بحرارة الرغبة.. "إحدى آلهات أوليمب"، تفتح ذراعيها للريح المحمّلة بعبير العنب والتفاح وتبغ شواطئ صيدا وصور.. مفعمة برائحة كأس العرق الثالث.قال لي: "لم أعرف أنثى أشهى من فاطمة، ولم أعطف على امرأة مثل نعيمة، ولم أحب امرأة مثل مريم"..تحولت معصرة الزيتون إلى عالم غني ومثير.. أمسك به من تلابيبه، وهو الذي لم تكن الأرض تتسع له في زمن ما.. نعيمة وفاطمة والسرداب، ثلاثة عوالم احتوت أسرار نجيب وغرابة حياته في رمش إيل.. أما غير ذلك، فكان يبدو محايداً، إن لم يكن سلبياً للغاية. تعليقات أعضاء لجنة الجائزة أحمد إبراهيم الفقيهكانت حيرتي كبيرة وأنا أحاول المفاضلة بين هذه الرواية وتلك من الروايات المشاركة في المسابقة، فالأمر الأكيد أن كل الروايات كُتبت من طرف كتاب من ذوي الجدارة والكفاءة والمهنية العالية.توفر لمعظم الروايات الأسلوب البديع، والمعالجة الأدبية الراقية، وصدق الإحساس، والشعور والتفاعل الخلاق مع قضايا الوطن وهموم المواطن وعذابات الإنسان، دون مباشرة ولا فجاجة، وإن اختلفت قليلاً في مدى البراعة التي بدت في التقنية الروائية.يمكن القول إن الرواية التي تحمل عنوان "رمش ايل" أعطى طولُها فرصة لكاتبها للغوص أكثر من غيره في سبر أغوار الشخصيات والأحداث وجعلني أضعها في المقدمة. إسماعيل فهد إسماعيلتمتاز رواية (رمش إيل) بمنحى شاعري مع ملامسة حدود الأسطورة، بما يوفّر حسّاً ملحمياً جميلاً. عن المؤلففخر الدين فياضكاتب وصحفي سوري مواليد 1965. يحمل الإجازة في الاقتصاد من جامعة دمشق. عمل مديراً لتحرير عدة صحف ومجلات عربية منها: " الاتجاه الآخر" و"الحريّة" و"الواحة". كتب في عدة دوريات عربية فكرية وسياسية وأدبية.. وبعض الصحف والملاحق الأدبية السورية.. وفي مواقع الكترونية كالجزيرة نت والأوان والحوار المتمدن وموقع القصة السورية. له عدة كتب منشورة:الحالم- مجموعة قصصية..وكتاب "النظام الشمولي العربي.وكتاب "الجحيم الأميركي في العراق"- ثلاثة أجزاء: تحرير ومراجعة.