عاش طويلاً جداً.. أطول بكثير من عمره الذى لم يتجاوز الأربعة وثلاثين سنة.. عاش ولم يزل فى وجدان الوطن والمصريين والثائرين وكل من أحب بلاده وتغنى بها قلبه.. وعاشت كلماته محلقة فى سماء الفكر تمنع الناس من نسيان قضية بلادهم ومن الاستسلام لليأس لليأس معهما كانت المحن، فدائماً عنده لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، إنه هو زعيم الأمة ...
قراءة الكل
عاش طويلاً جداً.. أطول بكثير من عمره الذى لم يتجاوز الأربعة وثلاثين سنة.. عاش ولم يزل فى وجدان الوطن والمصريين والثائرين وكل من أحب بلاده وتغنى بها قلبه.. وعاشت كلماته محلقة فى سماء الفكر تمنع الناس من نسيان قضية بلادهم ومن الاستسلام لليأس لليأس معهما كانت المحن، فدائماً عنده لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، إنه هو زعيم الأمة والأجيال اسابقة واللاحقة "مصطفى كامل" الذى طاف العالم حاملاً قضية بلاده وقضيت مع المحتل، رافضاً النعيم والخلود إلى الراحة، فقد كانت نفسه عظيمة أنهكت جسده الضعيف فعاش ثلاثة عقود حافلة بما لم تحفل به أعمار تجاوزت هذا بكثير.إنه "مصطفى كامل" الذى كتب عنه الكثيرون ولازالوا يذهلون من نبعه وفيضه، وكتب عنه قصة حياته وقصة كفاحه الأستاذ الكبير "فتحى رضوان"، فشمل بدايته.. منذ مولد أبيه ثم مولده هو وأخواته، مصوراً لدقائق الحياة مما يستدل به الفهم طبيعة هذه الشخصية البطولية الخالدة، وصلاً إلى آخر يوم فى حياته، والذى لم يكن نهاية له بأية حال وإنما كان كما قال المؤلف فى كتابه هذا " ميلاداً وبداية وبعثاً".. فى هذه الصفحات تروح وتجئ مع مصطفى الطفل الأبى الثائر فى وجه الظلم والضعف، ومصطفى الطالب والمناضل والزعيم الذى حزن على وفاته كل إنسان حر مهما كانت جنسيته وبلده.. إنها سيرة تبعث على الفخر والاعتزاز.. وتحض على البطولة وشيمها.