إن كلمة الحب أو أفين - AVEEN - بلغة الأم للروائي كلمة رقيقة ونزيهة وعظيمة، تتلألأ كالنجمة اللامعة في هذه الرواية الواقعية التي عشت أحداثها لحظة ... لحظة !! وكم شعرت بالحزن العميق لبطلها وهو يعاني آهاته وعذابه ومعاناته وآلامه الصادقة في فردوس الحب والعذري، وهو شاب مدلل مرهف الإحساس عاش الطبيعة الخلابة في جبال كردستان مع أسرة عريق...
قراءة الكل
إن كلمة الحب أو أفين - AVEEN - بلغة الأم للروائي كلمة رقيقة ونزيهة وعظيمة، تتلألأ كالنجمة اللامعة في هذه الرواية الواقعية التي عشت أحداثها لحظة ... لحظة !! وكم شعرت بالحزن العميق لبطلها وهو يعاني آهاته وعذابه ومعاناته وآلامه الصادقة في فردوس الحب والعذري، وهو شاب مدلل مرهف الإحساس عاش الطبيعة الخلابة في جبال كردستان مع أسرة عريقة لها مكانتها الإجتماعية، لكنه تمرد على هذه الحية وقطع آلاف الأميال باحثا عن السعادة وعن صدر حنون يضمه وينسيه مرارة الرغبة والضياع والدموع ومأساة الأمة الكردية (شعب بلا وطن!)، ولكن هذا الشاب أوقعه حظه العاثر في فتاة فاتنة، التهبت لها مشاعر وطفق يعيش أيام الغرام، كان يتمنى الحياة الرومانسية الهادئة بين ذراعي فاتنة الصحراء الذهبية. وإن شاءت الأقدار حطت به قدماه بأرض صحراء في قلب أفريقيا، بالرغم من الحياة القاسية والطبيعة الموحشة، كل ما فيها جفاء وخشونة، مناخها الصحراوي الموغل في التعسف والجفوة، وعاداتها الإجتماعية القاسية، هو وتوأم روحه أصبحا ملحمة العشق، أصبحا نبضات هذا القلب القاسي للصحراء الذهبية وحركة دمها القاني. وتلمست تبدل حال الشاب فوجدت حالته التشاؤمية استحالت من هم وغم إلى غبطة وسرور، وطالما نصحته بخطورة ما يقدم عليه لأنني كنت أكثر خبرة منه، ولكن هيهات فكأنما الشاب قد ضرب صفحا عن كل الناصحين، ويا حسرتاه! وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وما أن مر العام الجامعي والنتهت الأحلام الوردية .ومن الناحية التقنية الحديثة والإستاتيكا نلاحظ في هذه الرواية أن أسلوب الروائي فنطازي سلس حيث يربط الواقع بالخيال، أي الواقعية الأسطورية أو الواقعية السحرية. كما نلاحظ أن أسلوب الروائي عصري من حيث اللغة والفكرة والتكنيك، رقيق الحس، عميق التعبير، جريء الفكرة، صريح القول. كما امتازت الرواية بتوازن الحدث والحبكة، المكان والزمان، الموضوع والذات، الشكل والمضمون، الحقيقة والأسطورة، المادية والمثالية، الجديد والقديم، العلمانية والعقلانية، الوجود والعدم، الأصالة والحداثة، التراث والإبداع.