فـي عمق ذاكرتي يحفرُ الماضي أخاديدَ عجزتُ عن محوها، مع كلّ الرضا وتحقيق أمنيتي الغالية وجدتُني أرى الشريطَ اللعين يُعذّبني . يُطادرني كأنّه شرطيّ يُلاحقُ خطاي .رائعٌ صيفُ ستوكهولم، كلّ شيء أخضرُ . مهرجانُ ألوان يُطالعك أينما ذهبتَ . بعضُهم يفترشون الأرضَ الخضراء، يتنفّسون رحيق العشب، فالأزهار هنا بلا عطر، لا يملّون عشقهم هذا . و...
قراءة الكل
فـي عمق ذاكرتي يحفرُ الماضي أخاديدَ عجزتُ عن محوها، مع كلّ الرضا وتحقيق أمنيتي الغالية وجدتُني أرى الشريطَ اللعين يُعذّبني . يُطادرني كأنّه شرطيّ يُلاحقُ خطاي .رائعٌ صيفُ ستوكهولم، كلّ شيء أخضرُ . مهرجانُ ألوان يُطالعك أينما ذهبتَ . بعضُهم يفترشون الأرضَ الخضراء، يتنفّسون رحيق العشب، فالأزهار هنا بلا عطر، لا يملّون عشقهم هذا . وهل يُمَلُّ العشقُ ؟فـي ليلة رأس السنة جلستُ الى طاولتي وحدي واشعلتُ شمعةً واحدة . وأرى العالمَ منتشياً فرحاً خلالَ الشاشة الصغيرة، مُحتفياً بالأضواء والموسيقى وألوان البالونات الصاعدة المُتنقلة . أشعرتني أنّها تطير سعيدةً وتُسعدُ الناظرين . تمنيتُ لو أنّ لي اجنحةً لأطير الى حيثُ اريد . ثمّ استدركُ فأقولُ : أكلُّ ما له اجنحة يطير؟ وضحكتُ حين أخذني خيالي الى الفندق ذي الأجنحة الكثيرة، وخشيتُ أن يُجرّبَ الطيران فيُرعبُ ساكنيه : طفلاً يحتسي حليبه فينسكبُ من فمه ، حبيبين فـي لحظة نشوة يفزعان وتهربُ النشوة . مريضاً يتفاقمُ مرضُه ويرتفع ضغطُ دمه. ضحكتُ فتناولتُ الكأسَ وحدي …..