ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب!فقد اختلط الأمر على ذاكرتي حتى جاءَني إحسان عباس الآن وأخبرني بأنه كان هو المتهم بـ “فتاة القطار” ــ من حيفا إلى عكا ولم يكن اسمها “بعاد” ــ أما “بعاد” فقد أحببتها في ذلك الزمن من بعيد لبعيد دون أن أجرؤ على مصارحتها بهذا الأمر… هكذا كان حالنا في ذلك الزمن العذري.وعزائي أن المشيب نف...
قراءة الكل
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب!فقد اختلط الأمر على ذاكرتي حتى جاءَني إحسان عباس الآن وأخبرني بأنه كان هو المتهم بـ “فتاة القطار” ــ من حيفا إلى عكا ولم يكن اسمها “بعاد” ــ أما “بعاد” فقد أحببتها في ذلك الزمن من بعيد لبعيد دون أن أجرؤ على مصارحتها بهذا الأمر… هكذا كان حالنا في ذلك الزمن العذري.وعزائي أن المشيب نفسه ، قد خلط الأمر على ذاكرته هو أيضاً، فلم نكن نسكن في “فيلا” ولم نكن من الموسرين، إلّا إذا كان الهائم على وجهه بلا أي مأوى يرى في أي بيت من حجر “فيلا” حتى ولو كان يؤوي تحت سقفه إحدى عشرة نسمة؛ أبوين وتسعة أولاد لم يبق منهم على قيد الحياة الآن سوى أربعة: أخت في بريطانيا، وأخت في حيفا في البيت نفسه في شارع عباس وأخ في بيروت، والفقير إليه تعالى كاتب هذه السطور.