نظرًا لأهمية الوقف في الإسلام، وكونه وسيلة ربطٍ بين التاريخ الإسلامي وحاضره، وما فيه من أرفع أنواع التعاون والتكافل بين المسلمين، والترابط فيما بينهم، مع كونه المصدر الرئيسي في تمويل العديد من المرافق الإقتصادية والاجتماعية وقطاع الخدمات وغيرها. وانطلاقا من هذا المبدإ العظيم، مع حاجة المجتمعات إلى تسخير البحث العلمي في خدمة الأو...
قراءة الكل
نظرًا لأهمية الوقف في الإسلام، وكونه وسيلة ربطٍ بين التاريخ الإسلامي وحاضره، وما فيه من أرفع أنواع التعاون والتكافل بين المسلمين، والترابط فيما بينهم، مع كونه المصدر الرئيسي في تمويل العديد من المرافق الإقتصادية والاجتماعية وقطاع الخدمات وغيرها. وانطلاقا من هذا المبدإ العظيم، مع حاجة المجتمعات إلى تسخير البحث العلمي في خدمة الأوقاف وتطويرها وإبراز الجانب التنموي فيها، فقد أحب الكاتب أن يساهم حول هذا الموضوع العظيم، بهذا البحث عن أهمية الوقف. وقد قسّم الكاتب هذا البحث إلى ثلاثة أبواب متجانسة:ذكر في أولها مفاهيم أولية تتعلق بفقه الوقف وأركانه وشروطه وخصائصه وأقسامه وأهميته وآثاره وتوافق العلماء فيه، ثم ذكر الكاتب في الباب الثاني د راسةً تحليلية لنماذج وقفية متفرقة، بدءًا من صدر الإسلام الأول إلى العصر الحديث. وأما في الباب الثالث فمثّل بنموذجين تاريخيّيْن، عَرَضْ من خلالهما تطور الأوقاف عبر تاريخ حضارتنا العريقة، ابتدأهما بتاريخ الأوقاف في بلاد الحرمين، ثم في بلاد مصر. وقد اتبع في سرد النماذج الوقفيةِ التسلسلَ التاريخي فيها، الأولَ فالأولَ وهكذا على قدر المستطاع، ذاكرا المجال أو المظهر الذي يحتوي عليه كل نموذج وكيفية الاستفادة منه. كما أن الكاتب لم يغفل التسلسلَ المنطقي، والتناسقَ المناسبَ بين هذه النمادج الوقفية، حيث ذكر في كل مجالٍ ما فيه من نماذج، بدءا من المجال الديني فالفردي والأسري والاجتماعي والاقتصادي وهكذا. إلا أنه في النموذج الحجازي ركّز الكاتب على سرْد المجالات، ثم ذكر في كل مجالٍ نماذجَه بالتسلسل التاريخي، وأما في النموذج المصري فأكثر تركيزه على مراعاة التسلسل التاريخي مع تفرق المجالات فيه، فعل ذلك لأجل التنويع.