أم سلام

"أم سلام"... رواية للروائي المغربي عيسى حموتي... أبدع فيها وتفنن.. يأخذنا فيها في رحلة عجائبية من خلال بوح، ومناجاة جنين.. نسافر عبر التكوين، والتأصل والوجود.. مكتشفين في رحلتنا هذه وقائع، وحقائق كثيرة، إنها كتابة إيقاعية، تعتمد تيار الوعي كحامل لها.. تتأرجح بين الارتداد، والحاضر، والاستشراف، إن كتابة الأستاذ عيسى حموتي طبعتنا بأسلوبها الرائع، وفنيتها التي تنقلنا من واقعنا إلى العالم الخيالي للرواية، وجماليتها.. تجعلنا نبحر في عالمها الشبقي، الساحري، والذي يقربنا من الواقع دون أن نعلم بهذا الاقتراب، وقوة عيسى حموتي الإبداعية، تكمن في قدرته على نقلنا فكرًا، وخيالاً؛ إلى أماكن متخيلة، لا تخلو من واقعية، وتدخل في المناجاة والحديث النفسي.ومن خلال هذا الحديث، والمشاهد السردية، والوصفية المرافقة له؛ نكتشف مجموعة من القضايا والوقائع.. والتي تؤلم بعضها النفس لما تصوره من بشاعة إنسانية.. وهذا في مضمونه نقد للمجتمع وسلوكاته، وقيمه المتفسخة.. ومن ثمة يتوسل المبدع عيسى حموتي الرواية كأداة للفضح، والنقد والانتقاد، والتعرية... لكثير من سلوكات المجتمع وإنسانه، إن كتابة عيسى حموتي والمتمثلة في روايته (أم سلام).. تجعلنا نقف على مرجعياته الحداثية في كتابة الرواية.. ومن خلالها نقف على مقولة (أن يكون الكاتب نفسه). صحيح، أن عيسى حموتي في روايته يشخص شخصيته وثقافته، مكانه وزمانه.. وهذا كله هو جزء من تجربته الروائية؛ خاصة إذا ما اعتبرناها تجربة إنسانية لها وظيفتها، ورسالتها. رواية (أم سلام) تغري بالقراءة، لما تحمله من دلالات وإحالات توفر للقارئ متعة القراءة ولذتها.. وسيكون إبحار القارئ في فصولها متعة جميلة.. وسفرًا شيقًا.