جاء هذا الكتاب ليذكر بأهمية التخطيط في الحياة الوظيفية ولا أبالغ إذا قلت أن التخطيط الحقيقي غائب لدرجة كبيرة جدا عن حياتنا الوظيفية والعامة في العالم العربي وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل كثير من الأفراد والمؤسسات والدول؛ فالتخطيط والعلم والنجاح والسعادة: هي كلمات لمعنى واحد ولا شك أن التخطيط عمل مرهق ويحتاج وقت طويل؛ لأن فيه...
قراءة الكل
جاء هذا الكتاب ليذكر بأهمية التخطيط في الحياة الوظيفية ولا أبالغ إذا قلت أن التخطيط الحقيقي غائب لدرجة كبيرة جدا عن حياتنا الوظيفية والعامة في العالم العربي وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل كثير من الأفراد والمؤسسات والدول؛ فالتخطيط والعلم والنجاح والسعادة: هي كلمات لمعنى واحد ولا شك أن التخطيط عمل مرهق ويحتاج وقت طويل؛ لأن فيه تجميع معلومات وقراءات كثيرة، وتفكير ومشاورات، وأولويات، وأهداف، وأساليب ومؤشرات وغير ذلك، وقد حاولت في هذا الكتاب أن أساعد القارئ على التخطيط لحياته الوظيفية؛ فأحذره من الإحباط واليأس، وأشجعه على العلم والعمل، وأن أساعده في وضع أهداف صحيحة، وقد يقول قارئ: «إن الحياة صعبة » وأقول هذا صحيح فلابد من الكثير من الجهد والتعب حتى تتميز فيها فثمن النجاح كبير وأدعو بشدة للتفاؤل، وأن نرى الفرص أكثر مما نرى الصعوبات والقيود، وأن نرى الإنجازات التي تحققت أكثر مما نرى الفشل، فاصنعوا الأمل واشعروا بالأفراح كما تشعرون بالآلام ولنعلم أن كلاَّ من الناجحين والفاشلين يعيشون في نفس البيئة ونفس الوطن، ولكن الناجحين يقتنصون الفرص والفاشلين يتكلمون عن الصعوبات والمشاكل ولا يعملون شيئاً لتغييرها ولهذا تنتهي حياتهم الوظيفية بل كل حياتهم بدون أن يكون لهم رصيد من الإنجازات والحسنات، ومما يميز الفاشلين أنه فيما يتعلق بمصالحهم الشخصية ومصالح أبنائهم؛ يطرقون كل الأبواب ويقتنصون كل الفرص، أما ما ينفع مؤسساتهم وأوطانهم فهم يشتكون من الصعوبات، ويزعمون أنها السبب في تدني إنتاجيتهم كماًّ ونوعا،ً وحاول أيها القارئ أن تكون من الناجحين بإذن الله تعالى فعندنا أعداد هائلة من الفاشلين لسنا بحاجة إلى زيادة عددهم.