يعتبر كتاب "النموذج المعرفي الواقعي لدراسة العلاقات الدولية"، للدكتور "أنور فرج"، والذي صدر عن المركز العلمي للدراسات السياسية/الأردن، أحد أبرز الكتب النظرية التي تناولت النموذج الواقعي في دراسة العلاقات الدولية؛ حيث ركّز الكتاب على استخدام النموذج الواقعي المعرفي في دراسة العلاقات.تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يعالج الواقع العم...
قراءة الكل
يعتبر كتاب "النموذج المعرفي الواقعي لدراسة العلاقات الدولية"، للدكتور "أنور فرج"، والذي صدر عن المركز العلمي للدراسات السياسية/الأردن، أحد أبرز الكتب النظرية التي تناولت النموذج الواقعي في دراسة العلاقات الدولية؛ حيث ركّز الكتاب على استخدام النموذج الواقعي المعرفي في دراسة العلاقات.تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يعالج الواقع العملي للسياسة الدولية وتأثيرها على صنع السياسة الخارجية للدول، وأيضاً تبيانها للتيارات والاتجاهات المعاصرة والمتنوعة داخل النموذج المعرفي الواقعي.بدأت الدراسة بعرض نظري لبنية النموذج المعرفي الواقعي التقليدي، ثم تطرقت إلى التطورات النظرية التي شهدها النموذج المعرفي الواقعي من خلال الواقعية الميركانتيلية، بالإضافة إلى التطورات التي شهدها النموذج الواقعي في مجال الدراسات الأمنية من خلال نظرية "الواقعية الدفاعية - الهجومية".ولقد توصلت الدراسة إلى أن النموذج المعرفي الواقعي التقليدي يركز في بناء فرضياته وقواعده للتفسير وأجندته البحثية على مفاهيم القوة القومية والمصلحة القومية للدولة، مع التركيز على الجوهر الثابت للسياسة سواء أكانت داخلية أم خارجية، كما تبين من خلال البحث أن الإسهامات الجديدة للنموذج الواقعي لم تخرج - بشكل جذري - عن مفاهيم ومقولات النموذج الواقعي التقليدي.منحت أحداث الحادي عشر من أيلول المحافظين الجدد الذخيرة اللازمة لدفع الولايات المتحدة باتجاه تبني نهج الهجوم الاستباقي، ولكن الفوضى العارمة التي نبعت من الحرب ضد العراق قوضت منطقهم، وجعلت من المستحيل سياسياً مواصلة العمل على خطتهم حتى إنجازها. وفيما يتعلق بالسياسة الأمريكية الخارجية بعد حرب العراق هناك مناظرات بين المحافظين الجدد والواقعيين الجدد. أما المحافظون الجدد فيبنون مبادئ سياستهم الخارجية على افتراضين أساسيين: أولاً أن العالم أصبح مكاناً متزايد الخطورة تعتريه تهديدات لا يمكن ردعها أو احتواؤها، وثانياً نقل المعركة إلى ساحة أعداء أمريكا بحيث يكون القتال أبعد ما يمكن عن التراب الأمريكي. لقد انضم الواقعيون الجدد إلى المحافظين الجدد في قرع طبول الحرب؛ لأنهم أجمعوا على أن صدام حسين كان يشكل تهديداً وشيكاً للوطن الأمريكي وللمصالح الأمريكية في الخارج، ولكن الواقعيين الجدد توصلوا بعد ذلك إلى الاقتناع بأن التهديد للمصالح الأمريكية الحيوية لم يعد وشيكاً، وهكذا ارتدوا بسرعة إلى الخيارين الاستراتيجيين الأمريكيين التقليديين، وهما الردع والاحتواء.