مع نهايات صيف 2007 وفى سياق حالة من الترقب لدى نخبة الحكم وحركات المعارضة فى مصر قامت جامعة الإخوان المسلمين بتوزيع المسودة الأولى لبرنامج حزبها السياسى على مجموعة من المفكرين والمحللين فاتحة بذلك الباب على مصراعيه لنقاشات خلافية حول الأفكار الرئيسية الواردة فى البرنامج وتداعياتها المحتملة على دور الإخوان فى الساحة السياسية المص...
قراءة الكل
مع نهايات صيف 2007 وفى سياق حالة من الترقب لدى نخبة الحكم وحركات المعارضة فى مصر قامت جامعة الإخوان المسلمين بتوزيع المسودة الأولى لبرنامج حزبها السياسى على مجموعة من المفكرين والمحللين فاتحة بذلك الباب على مصراعيه لنقاشات خلافية حول الأفكار الرئيسية الواردة فى البرنامج وتداعياتها المحتملة على دور الإخوان فى الساحة السياسية المصرية ومستقبل علاقتهم بالقوى الأخرى. وعلى الرغم من إدراك المحتملة على دور الإخوان فى الساحة السياسية المصرية ومستقبل علاقتهم بالقوى الأخرى. وعلى الرغم من إداراك الإخوان وهم الجماعة المحظورة الغائبة عن الشرعية للاستحالة الفعلية لأن يشكل إعلان البرنامج خطوة البدء فى تأسيس حزب فى ظل الرفض الحكومي والقيوم الدستورية التى فرضت مؤخراً على الأحزاب ذات المرجعيات الدينية، يبدو أن قيادة الجماعة ارتأت أو أملت فى فوائد محتملة من إجلاء الغموض حول طبية حزبها إن سمح لها مستقبلاً تأسيسه.فى هذا السياق، تتناول هذه الدراسة بالشرح والتحليل أربعة قضايا رئيسية: طبيعة ومضامين النقاشات الخلافية التى رتبتها مسودة البرنامج، خطوط وجبهات الصراع التى فجرها البرنامج داخل جماعة الإخوان، ماهية وتراتبية حسابات الربح المرجو والخسارة المحتملة التى دفعت الإخوان إلى إعلان البرنامج فى بيئة سياسية هى بكل تأكيد غير مواتية وتجتاحها رياح مواجهة عاتية بين نظام الحكم والجماعة، جدلية الصراع- التوافق داخل الجماعة وتداعياتها على مستقبل دور الإخوان فى الحياة السياسة دونما تغييب لحقيقة كون الأخير يرتبط عضوياً بموافق النظام ومساحات الحركة يتيحها لفصيل المعارضة الأكبر فى مصر.وتثير مسودة البرنامج التى تم تداولها فى مطلع سبتمبر/ أيلول 2007 انطباعات متناقضة حول رؤى ومواقف الإخوان السياسية، فمن جهة، يوثق البرنامج بإيجابية- وهو ينتظم فى خمسة أبواب تتناول مبادئ وتوجهات الحزب متبوعة بشكل الدولة والنظام السياسى ثم الرؤى الإخوانية حول التعليم والتنمية والسياسة الاقتصادية وأخيراً العدالة الاجتماعية والنهضة الثقافية- لمساحة من التفصيلية فى الطرح والاهتمام بالسياسات العامة غبات عن مجمل المقاربات الإخوانية المعلنة خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذى أضفى دوماً مشروعية ومصداقية على أحد أهم الانتقادات الكلاسيكية الموجهة للجماعة بكونها كيان أيديولوجي يرفع شعارات دينية فضفاضة ولا يبحث تجدية فى إمكان تطبيقها الفعلى. من جهة أخرى، لم يمتد التفصيل الإخواني إلى عدد من الأمور بالغة الأهمية المرتبطة بهوية وبنية ووظيفة الحزب السياسى المراد تأسيسه.