ومع أن الشاعرَ الموهوبَ يستطيع بحسّه المرهفِ أن يقول الشعرَ صحيحاَ وموزوناَ, دون معرفةٍ مسبقة بالعروض, اعتماداً منه على التقاط الأوزان المختلفة, وتخزينها في ذاكرته قراءةً وسَماعاَ, إلّا أننا نؤكّد حاجتَه الماسّة إلى دراسةِ العروض, والإلمامِ بأسسه وأصوله, لكي يتنبّه إلى ما في إيقاعات الشعر من تنوع وتباين ودقائق, فلا يحبسَ شعرَه ض...
قراءة الكل
ومع أن الشاعرَ الموهوبَ يستطيع بحسّه المرهفِ أن يقول الشعرَ صحيحاَ وموزوناَ, دون معرفةٍ مسبقة بالعروض, اعتماداً منه على التقاط الأوزان المختلفة, وتخزينها في ذاكرته قراءةً وسَماعاَ, إلّا أننا نؤكّد حاجتَه الماسّة إلى دراسةِ العروض, والإلمامِ بأسسه وأصوله, لكي يتنبّه إلى ما في إيقاعات الشعر من تنوع وتباين ودقائق, فلا يحبسَ شعرَه ضمنَ أوزان محدودة, ويحرم نفسه من تنويع أنغامه, وإثراء أوزانه.أضف إلى ذلك أن الحس الموسيقي ربما خذَلَ صاحبه في التمييز بين الأوزان المتقاربة, والقوافي المَعيبة، فنبا سمعه عن نغمٍ خاطئ يظنه صواباً، فلا يدركه إلاّ بعد دراسة العروض. كما أنّ لقوافي الشعر أصولاً، لا يعرفُها إلاّ من درس العروض.وتزداد أهمية العروض لدى الباحث والناقد والمحقق، وكلِّ متأدبٍ بآداب العربية، لأنه يعينهم على قراءة الشعر وأدائه صحيحاً، ومن ثَم فهو يعينهم على فهمه وضبطه، وتقويمه وإصلاح فاسده، باكتشاف ما يعتوِره من تصحيف أو تحريف أو سقْط.