نشير إلى أن صعوبة و تشعب الظاهرة الحجاجية، لم يثننا عن تطلع و سبر كل المجالات المتنوعة التي اهتمت بها، سواء الغربية أو العربية منها، و التي لا تزال قليلة؛ و نتمنى أن تتجه أعمال الباحثين صوب وضع إطار شامل للدراسة في هذا المجال، يعمل على التفصيل في التوجهات المختلفة كما حاولنا القيام في كتابنا هذا، و لا يركز على الانتقائية في النظ...
قراءة الكل
نشير إلى أن صعوبة و تشعب الظاهرة الحجاجية، لم يثننا عن تطلع و سبر كل المجالات المتنوعة التي اهتمت بها، سواء الغربية أو العربية منها، و التي لا تزال قليلة؛ و نتمنى أن تتجه أعمال الباحثين صوب وضع إطار شامل للدراسة في هذا المجال، يعمل على التفصيل في التوجهات المختلفة كما حاولنا القيام في كتابنا هذا، و لا يركز على الانتقائية في النظريات كما يفعل البعض . دون أن ننسى أيضا الإشارة إلى ضرورة التزام الباحثين في هذا المجال بعدم الخلط بين التوجهات المختلفة. هذا الخلط الذي دفع البعض للقول بعدم و جود حدود و إطارات علمية مضبوطة ومنظمة للمجال الحجاجي. فالدراسة الموسعة و العميقة للتفكير الحجاجي النقدي كما حاولنا توضيحه في هذا العمل، و سنعمل على توضيحه في أعمالنا المستقبلية ستضع الدارس أمام معرفة متنوعة، تفرض عليه ضرورة الإلمام بمجالات معرفية مختلفة : فلسفية و لسانية ومنطقية و تواصلية وقانونية و نفسية واجتماعية و غيرها. ويظل الهدف الأساسي من ربط الحجاج بالتفكير النقدي في إطار فلسفة جديدة تجمع بين ثنائية تفاعل – إبداع، هو تمكين المتعلمين من التفاكر و التحاجج ضمن حدود ومعايير مشتركة لتدبير مختلف أمور حياتهم اليومية و العامة. حيث أن الدراسة في هذا المجال لم تقتصر على دراسة خطابات مثل الخطاب التربوي والقانوني والسياسي و الديني و غيرها، و لكن شملت أيضا تقنيات اتخاذ القرار وحل النزاعات و آليات تدبير الشأن الدبلوماسي و تكوين القيادات و العلاقات العامة و التحقيقات...الخ .